فرشت مليشيا الحوثي السجاد الأحمر خلال استقبال أسراها الذين خرجوا في عملية التبادل نهاية الأسبوع الماضي في استعراض زائف من قبلها للاهتمام والاحتفاء وتبييض وجه العصابة الكهنوتية، الملطخ بوحل الجرائم والانتهاكات، وإظهاره على أنه وجه سوي وجانح للإنسانية.
 
كان السجاد الأحمر طريقا إلى السجون مجددا للأسرى المفرج عنهم من عناصر المليشيا الحوثية وما ظهر في الاستقبال عبارة عن سراب يحسبه الأسير الحوثي تكريما، بينما هو طريقه إلى السجن كمتهم سيخضع لجلسات تحقيق واستجواب باعتباره أصبح في صف العدوان حسب وصف المليشيا رغم كونه تعرض للأسر وهو يقاتل في صفوف المليشيا، لكن هذا لم يشفع له فكل اليمنيين أعداء لعصابة الحوثي السلالية حسب اعتقادها النابع من قناعة راسخة بأن اليمني ضد الإمامة والحوثية وضد هذا المشروع الشيطاني.
 
التحقيق مع الأسرى بدلا من منحهم الوقت للقاء أسرهم، وتخوينهم وهم مقاتلون في الجبهات سابقا، فضيحة وجريمة أيضا، والأكثر جرما وبشاعة أن تخصص المليشيا فرقا أمنية لمراقبة الأسير ومراقبة أسرته كذلك وهذا التجاوز الذي يصل إلى الأسرة، وهي سابقة في أعراف وأسلاف اليمنيين، حتى في منظومة القوانين السارية في البلاد منذ نصف قرن بعد ثورة 26 سبتمبر.
 
تشرعن المليشيا الحوثية لسلوكيات قمعية وتجسسية مشينة ومعيبة بحق المجتمع اليمني وخصوصا المجتمع القبلي الذي تسيطر عصابة الكهنوت على مناطقه وتفرض عليه رفدها بالمقاتلين وهذه السلوكيات التجسسية التي تستهدف الأسر والنساء في بيوت الأسرى المحررين استنسختها المليشيا الحوثية من تجارب القمع الإيرانية وما يحصل في جنوب لبنان من قبل حزب الله وهي إرث فارسي تم تصديره مع ثقافة طائفية ومشاريع ملالي طهران إلى أذنابها في المنطقة، بينها مليشيا الحوثي.
 
وكشفت وثيقة أمنية سرية صادرة عن اللجنة الأمنية للأسرى عن تكليف المليشيا لفريق أمني مكون من ثلاثة اشخاص بينهم امرأة لمراقبة أحد الأسرى المحررين من أبناء محافظة حجة وشملت المراقبة كذلك أسرته وتصنيف الأسير باعتباره عميلا وإدخال أسرته ضمن دائرة الاتهام وتكليف مراقِبة أمنية بالتجسس على هذه الأسرة.
 
يذهب أبناء مناطق القبائل للقتال مع المليشيا، فمنهم من يقتل ويعود جثة ومنهم من يتم أسره ويمكث سنين في الأسر بعيدا عن أسرته بسبب تعنت المليشيا عن تنفيذ عمليات تبادل الأسرى، وعندما يتم إطلاق الأسرى يتحول الأسير الحوثي إلى خائن ومتهم وتتحول أسرته التي انتظرته طويلا إلى متهمة أيضا وتخضع للمراقبة ويتم التجسس عليها وتدفع ثمنا باهظا من أمنها وسكينتها وتبقى تحت رحمة همجية المليشيا الإمامية ويعود الأسير إلى سجن عصابة الكهنوت ليدفع ثمن قتاله في صف هذه المليشيا الكهنوتية الباغية.
 
ما يحصل للأسرى الحوثيين وما كشفته الوثيقة الأمنية السرية يعد رسالة كافية لسكان مناطق سيطرة المليشيا ليجنبوا أنفسهم وأهلهم شر الوقوع تحت طائلة الهمجية الحوثية التي تنحصر بين القتل والأسر والفكاك من الأسر للدخول إلى السجن مجددا بتهمة الخيانة وهنا يكون الشخص محصورا بين خيارات جميعها تنكل بحياته وأسرته، إن هو ذهب للقتال مع المليشيا الحوثية.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية