لا تختلف الأوضاع التي يعيشها اليمنيون اليوم في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي عن سنوات حكم الإمامة وما قبل ثورة 26 سبتمبر في كل نواحي الحياة اقتصادية وأمنية واجتماعية وصحية وتعليمية حيث تستنسخ المليشيا الحوثية الإمامية نهج وسلوك وأدوات حكم الإمامة.
 
موجبات الثورة على حكم الإمامة قبل 26 سبتمبر هي ذاتها التي تفرض اليوم على اليمنيين التحفز لإنجاز النسخة الثانية من ثورة 26 سبتمبر لاقتلاع النسخة المحدثة من الإمامة والتي تمثلها مليشيا الحوثي الكهنوتية الإرهابية.
 
مواجهة المليشيا والعمل بكل الوسائل على اقتلاعها من جذورها وإنهاء تسلطها وفاشيتها ليس فقط مهمة المقاتلين، جيشا ومقاومة، في الجبهات ضد عناصر ومواقع الحوثيين بل مهمة كل فرد يتواجد أيضا في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية، فمواجهة مشروع طهران وذراعها الطائفية الإرهابية لا يقتصر على المواجهة المسلحة بل بمواجهة كل مخططات ومساعي العصابة الحوثية لطمس هوية ثورة سبتمبر واستهداف النظام الجمهوري.
 
التحركات التي تنفذها المليشيا تجاوزت الاستحواذ على السلطة والثروة والقرار لتصل إلى شرعنة كل ما يستهدف ضرب النظام الجمهوري وبنية المجتمع اليمني وثقافته وهويته وعقيدته وحتى طبيعة علاقات اليمنيين مع دول الجوار والعالم، ومواجهة هذا التغول في كل مناحي الحياة العامة للشعب اليمني تستدعي التحرك المضاد من قبل الشعب واستخدام كل الوسائل الممكنة والمتاحة والمطلوبة سلما قبل المواجهة المسلحة والتي لها شروط وظروف تفرضها وتحدد توقيتها.
 
قاوم غاندي الاحتلال البريطاني لبلاده بطرق سلمية ورفض قوانينها الجائرة والتي حاولت بريطانيا فرضها لقمع تحركات الشعب الهندي ضد الاحتلال وكانت بدايات النضال لغاندي تتمحور حول حق الشعب في رفض ما يفرضه المتسلطون عليه وتناسلت مسيرة كفاح المهاتما غاندي لتصنع فجر الحرية للشعب الهندي وكل تلك المسيرة لم تحتج إلى عمل عسكري بل إلى إيمان بحق الشعب في مواجهة الغاصب. 
 
تجارب الكفاح والنضال الوطني ضد الديكتاتوريات في تاريخ الشعوب حافلة بنماذج وتجارب ثرية وما يحتاجه اليمنيون اليوم في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي هو ابتكار أساليب وأدوات ومشاريع نضال وطني تستثمر كل فرصة ممكنة ومساحة متوفرة لمواجهة الطاغوت الحوثي وطغيانه الذي تجاوز كل الحدود.
 
صحيح أن المليشيا تفرط كثيرا في استخدام العنف والقمع والوحشية في تعذيب وقتل كل من ترى فيه خطرا على مشروعها الشيطاني حتى وإن لم يقدم على أي خطوة عملية غير إن هذا الإفراط في التنكيل هو دليل خوف وخشية وليس ناتج عن قوة وثقة فلو كانت المليشيا تثق باقتناع الناس بوجودها على رأس مؤسسات الحكم والإدارة في مناطقهم لما احتاجت إلى كل هذا التمادي في الإرهاب والانتهاك والتوحش.
 
يكفي أن يدرك من يتواجدون في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية أن يلاحظوا حالة الهلع والرعب التي ضربت مفاصل القيادة الأمنية والاستخباراتية للمليشيا في صنعاء عقب تظاهرة واحدة خرجت عفوية تندد بجريمة تعذيب وقتل الشاب عبد الله الأغبري وكيف استنفرت قواتها وأدواتها القمعية لمنع أي تظاهرة أخرى أو احتجاج مماثل ووصل الحال بالمليشيا أن أبلغت عقال الحارات أن يحذروا سكان حاراتهم على مستوى كل بيت بعدم التظاهر.
 
كل المتواجدين في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية، في صنعاء والحديدة وإب وذمار وصعدة وحجة والمحويت وريمة وعمران والحوبان والبيضاء والجوف، عليهم واجب ثوري وديْن لوطنهم وشعبهم وثورتهم الأم 26 سبتمبر ومطلوب منهم من أجل مستقبل أبنائهم وأحفادهم أن يؤمنوا أولا بأن هذه المليشيا الإمامية سرطان يجب استئصاله من الجسد اليمني، وأنهم جزء من الشعب ومناط بهم المشاركة في معركة الشعب لاستعادة مؤسساته وتثبيت نظامه الجمهوري كل في موقعه ومنصبة ووظيفته ومكان تواجده.
 
الأرتباط بفكرة النضال ومشروع الثورة الأم واحياء روح المقاومة للمشروع الحوثي الامامي واجب وطني مقدس .. واذا كان ثوار سبتمبر قد خرجوا من معاقل جيش الامامة وتجاوزوا كل الترهيب والخوف والمخاطر واشعلوا ثورة الشعب العظيمة 26 سبتمبر فإن كل أبناء اليمن في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية هم مشاريع ثوار وقادات ثورة لا يقل دورهم عن تضحيات الابطال في الجبهات الذين يواجهون مليشيات الغدر والموت والطائفية الدنسه .

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية