قصة أحد أبطال حراس الجمهورية ..كيف استطاع الهمداني إنقاذ نفسه وزملائه من عملية إرهابية حوثية
يقال : في المواقف الصعبة تختبر معادن الرجال، وفي اللحظات الحساسة والدقيقة والمفصلية تتجلى قيمة الإنسان وشخصيته الحقيقية، وأكثر مواقف ولحظات التجلي لشخصية الإنسان هي تلك المواقف المرتبطة بقضية وطنه وشعبه، والمتصلة بدينه وهويته، هنا تختبر الرجولة، وتتجلى الوطنية، وفيها يسطر الإنسان أروع صور البطولة والتضحية والفداء، ويغدو البطل أنموذجا يحتذى ومثالا يقتدى.
البطل عبدالحميد الهمداني هو واحد من هؤلاء الأبطال، مثال للشجاعة، وللبطل المقاتل الجسور الذي يقتحم المخاطر ويواجه التحديات ويتعامل مع واقع المعركة وظروفها أثناء تنفيذه للمهام الموكلة إليه بجانب زملائه الأبطال، بكل شموخ وعزة وإباء، وبكفاءة واقتدار شهد له به زملاؤه الذين خاضوا ويخوضون معركة الوطن والشعب في الساحل الغربي ضد الميليشيات الحوثية الإجرامية والظلامية.
الهمداني البطل كان واحدا من الأبطال الأوائل الذين انخرطوا في صفوف المقاومة الوطنية - حراس الجمهورية– تحت قيادة القائد الوطني الجسور العميد البطل طارق محمد عبدالله صالح(حفظه الله ).
أحب وطنه فنذر حياته من أجله، وعشق الحياة العسكرية فالتحق بها منذ شبابه الباكر ، استوعب مفهومها وتكيف مع خصائصها وتمثل قيمها وأتقن فنون القتال التي اكتسبها خلال المرحلة السابقة، والتي مكنته من تجسيد مواقف بطولية، والتعامل مع أكثر المواقف خطورة بكل ثقة وشجاعة واقتدار، ولاسيما ذلك الموقف البطولي الذي سطره أثناء تنفيذه - مع زملائه الأبطال - لإحدى العمليات العسكرية.
ففي غمرة انشغاله وزملائه بتنفيذ المهام الموكلة إليهم في مواجهة عصابة الموت والإجرام والدمار الحوثيه لمح بطلنا المغوار أحد عناصر الميليشيات الحوثية يحمل قنبلة بيده ويهم بإلقائها عليه وعلى زملائه الأبطال، فما كان من البطل إلا أن وثب وثبة الأسد الضاري - دون تردد -نحو ذلك الكمين، وبحركة خاطفة وسريعة اشتبك بطلنا مع عدوه وقذف به وجعله ينفجر بقنبلته تلك، وسقاه الموت والحمام من كأسه، وترك العدو جثة هامدة ممزقة الأشلاء.
بعد ذلك يلتفت إلى زملائه الأبطال، يطمئنهم ويحضهم على مواصلة مهامهم ، غير مبالٍ بالجروح النازفة نتيجة الشظايا التي اخترقت أجزاء متفرقة من جسمه.
لقد سطر بطلنا بهذا الموقف آية في الشجاعة والمهارة والفداء، وكان جديرا بذلك التكريم من قبل قيادة المقاومة الوطنية.