مظاهرات طرابلس.. انشقاق مسلحين ينذر بقلب الطاولة
انطلقت، مساء الأربعاء، لليوم الرابع على التوالي بالعاصمة الليبية طرابلس، المظاهرات ضد حكومة فايز السراج غير الدستورية للمطالبة برحيلها.
ووصل المتظاهرون، الذين تحركوا بأعداد كبيرة من قلب ميدان الشهداء بطرابلس، إلى مقر مجلس الوزراء بطريق السكة.
وفي تطور لافت قد يقلب موازين المعادلة، انضم عدد من عناصر وزارة دفاع حكومة السراج، إلى صفوف المتظاهرين الذين تقدموا الصفوف بالملابس العسكرية إلى مقر حكومة السراج.
وطالب المسلحون عناصر الشرطة بعدم التعرض للمتظاهرين، غير أن الشرطة منعتهم من التقدم.
وتقول مصادر من بين المحتجين إن من ظهروا في الميدان عدد قليل فقط، من أصل نحو ألفي مسلح من قوات السراج، والكل مستعد للانضمام لحراك 23 أغسطس، ونزلوا إلى الميادين بدون سلاح لتوصيل رسالة للسراج بضرورة الاستجابة لمطالب الشعب.
يأتي ذلك بعد أن تكشف أمام الليبيين المخطط الفاشل لاختطاف المظاهرات السلمية حيث دفعت التنظيمات الإرهابية - الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة- بعناصرها أمس الثلاثاء، في مظاهرات موازية للاتفاف على المطالب الحقيقية للمتظاهرين، ووقعت مطاردات بين الجانبين انتهت بطرد الإخوان رغم إطلاق المليشيات الرصاص وإصابة بعض المتظاهرين.
وتعاني صفوف السراج من انقسامات داخلية شديدة لا ينقصها سوى خروج العسكريين في مظاهرات بالشارع.
ومنذ الأحد يخرج آلاف الليبيين، في مظاهرات حاشدة بالعديد من مدن غربي البلاد، ضد حكومة السراج، غير الدستورية، اعتراضا على تردي الأوضاع المعيشية تحت شعار "ثورة الفقراء" بطرابلس والزاوية، إلى جانب مصراتة، التي تشهد احتجاجات هي الأولى من نوعها في المدينة منذ العام 2015.
وسقط عدد من الجرحى إثر إطلاق نار من قبل قوات السراج على المتظاهرين سلميًا في طرابلس، كما ألقي القبض على عدد من المنظمين وهو ما لاقى إدانات واسعة من منظمات محلية ودولية على رأسها بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا.
إلا أن داخلية السراج تنصلت من قيام عناصرها بذلك رغم انتشار صور ومقاطع مصورة لإطلاق عناصر أمنية لنار على المتظاهرين في طرابلس وتداول ذلك على منصات التواصل الاجتماعي، كما اتهمت داخلية السراج طرفا آخر وصفتهم بالمندسين هم من أطلقوا النار.
ويتهم المتظاهرون حكومة السراج بالدفع بعدد من العناصر المتطرفة والإرهابية في تظاهرات موازية للمحتجين على الأوضاع المعيشية وتسييس المظاهرة وإخراجها على أنها تظاهرات ضد الجيش الوطني الليبي، وتحاول تخريب حراك 23 أغسطس وطرد المتظاهرين السلميين.