شتان بين من يزرع الموت في حقول المواطنين وطرقاتهم وساحات الوطن ويتلذذ بممارسة القتل وسفك الدماء وتمزيق أجساد الأبرياء إلى أشلاء، وبين من يذود عن الإنسان ويواجه أدوات الموت بمشاريع تجعل كل ما حولنا ينبض بالحياة من جديد.

 

في وادي نخلة ووادي رسيان غرب مدينة حيس بمحافظة الحديدة نقف أمام مشروعين متضادين يختزلان تفاصيل الحكاية وجوهر الصراع، مشروع حياة يتمثل بمشروع مياه مدينة حيس الذي يشق طريقه بقوة وسط حقول الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثية وجعلت جوف هذه الأرض مملوءة بعبوات القتل والدمار التي تفتك بأرواح الأبرياء.

 

مع كل خطوة يخطوها مشروع مياه المغفور له اللواء محمد عبدالله صالح والذي يبعد 14 كيلو متر عن مدينة حيس التي يقطنها قرابة 40 ألف نسمة، ثمة معركة مستعرة، معركة تنتصر فيها الحياة على ألغام الموت الحوثية التي باتت أشبه بسيف (الوشاح)، الشاهد الإمامي على بشاعة الكهنوت.

 

تكبر آمال سكان مدينة حيس وهم يشاهدون خلية حياة تعمل دون كلل في مشروع مياه الشرب الذي يقترب منهم يوما بعد يوم: فرق الهندسة التابعة للقوات المشتركة تنزع الألغام دون توقف، فيما المقاول يتابع (آلة الحفر) وهي تشق الأرض، وفي مكان غير بعيد يقوم العمال بتركيب الأنابيب لاستكمال المشروع في الموعد المحدد.

 

انطلق مشروع مياه حيس كمشروع حياة يعم المدن والقرى، ولتنتهي إلى الأبد مشاريع الموت التي زرعها الكاهن فوق الأرض وتحتها، سيما بعد أن بدد فريق الهندسة الخاص بنزع الألغام المخاوف بتأكيد أبطاله مسحهم أكبر مساحة من امتداد خط أنابيب المشروع ولم يتبق أمامهم إلا القليل، خلافا لنجاحهم باستخراج عشرات الألغام إضافة إلى ما كشفت عنها السيول.

    

 بكل لهفة يستعد أبناء حيس لاستقبال مشروع المياه، لديهم ثقة بالعميد طارق صالح الذي يتابع مشروعهم أولا بأول، ويحرص على تخفيف معاناة أبناء المدينة، بعد أن فجرت مليشيا الحوثي مشروع الدنين الذي كان يغذي المدينة وسكانها بالماء.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية