منذ 2011 كانت محافظة "صعده" قد تحولت إلی نموذج من "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" السعودية في أيامها القديمة، أو إلى نسخة شيعية من طالبان وتعصبها.
 
فالموسيقی محرمة، وصعده لم تسمع الموسيقی منذ سنوات خارج زوامل الحرب، ويتم تفتيش موبايلات القادمين بحثا عن أي مقطوعة موسيقية لمسحها. 
 
وأصبحت المرأة مجبرة علی السير بوجود محرم مع ضرورة تغطية كل أجزاء جسدها حتی العينين والكفين.
 
 أما الاختلاط فصار من المحرمات التي لا تباح إلا للضرورة القصوی، وصار مسلحو اللجان الشعبية يمنعون النساء بالقوة من دخول الإدارات الحكومية لاستكمال معاملاتهن حتى ولو كن من أرامل "الشهداء" الوحيدات.
 
عندما سيطرت "طالبان الشيعية" على السلطة أجلت فرض أجندتها الدينية لأن اللقمة كانت أكبر من قدرتها على الابتلاع وخاصة في صنعاء عاصمة اليمنيين الكبيرة 
لكن بعد 5 سنوات من الحرب، أحست الفاشية الدينية أن لديها القوة الكافية لتعميم النموذج الديني المتشدد في كل مكان وخاصة صنعاء.
 
تم منع العزف والحفلات الموسيقية في الأماكن العامة، هاجموا المدارس الابتدائية،وألغوا الاختلاط وفرضوا الحجاب حتى على طالبات الصف الخامس، راقبوا الكافيهات وحصروها على النساء والعائلات بل واشترطوا وجود طفل مع الأب والأم!
دفعوا جناحهم النسائي المتشدد ليهاجم حفلات الأعراس ويتأكد من التزام النساء بالزي المناسب! وحرموا الملابس القصيرة حتى في الحفلات النسائية الخاصة!
 
 هاجم زعيمهم الطائفي آلاف الشباب والفتيات الذين يحصلون تعليمهم في معاهد اللغات وحرض ضدهم. منعوا الاختلاط أخيرا في الجامعات اليمنية وحولوها إلى كتاتيب لنشر الجهل والخرافة.
 
فرضوا الخطباء الطائفيين على المساجد، وأنفقوا أموال الدولة في الاحتفالات الطائفية كالغدير وغيرها، وزرعوا الأفكار الطائفية داخل المناهج الدراسية.
 
كيف يمكنك التعايش مع من يؤمن أن الله اختاره واصطفاه لاستعباد الناس وقهرهم؟
 
إن الدولة الدينية هي الدولة المستحيلة لأن الطابع الشمولي اليقيني للدين يجعل الدولة جهازا فوق المواطنين ويحول الحاكم إلى إله لا راد لمشيئته. 
 
والدولة الأكثر استحالة هي الدولة الدينية الطائفية التي تريد الحكم عبر فرض لون طائفي مرفوض  بالقوة والإرهاب، فتجمع إلى جانب وهم النيابة عن السماء تعصب المذهب وخرافات الطوائف القاتلة.
 
* من صفحة الكاتب في فيسبوك

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية