باجل.. أكثر مديريات الحديدة اهتماما من قبل مليشيا الحوثي
لم تحظَ مديرية في محافظة الحديدة باهتمام ميليشيات الحوثي الكهنوتية كما حظيت مديرية باجل، حرصت على التركيز والاهتمام الكبير بها أكثر من أي مديرية أخرى، ذلك أنها تملك مساحة كبيرة وقريبة من المرتفعات الجبلية المحاذية لمحافظتي صنعاء والمحويت.
وتؤكد معلومات خاصة حصلت عليها "وكالة 2 ديسمبر"، إيلاء ميليشيا الكهنوت لمديرية باجل اهتماما كبيرا باعتبارها مركزا حيويا، إذ تقيم فيها مراكز للتجنيد، وأخرى للدورات التدريبية العسكرية، وحولتها إلى مركز إيرادي للخزينة الحوثية بعد نهب أموال ومساعدات من المنظمات الإغاثية التي تقدم معظم المساعدات الإغاثية لمحافظة الحديدة، وهذه المساعدات هي من حصة مديرية باجل، حسبما تؤكد المعلومات ومصادر خاصة تحدثت للوكالة.
وعزز التأكيد، حرص المليشيا على تعيين مشرفين للمديرية تلقوا تدريبات ودورات بمحافظة صعدة، وقريبة من زعيم المليشيا وتتلقى الأوامر مباشرة من رئيس ما يسمى اللجنة الثورية العليا "محمد علي الحوثي".
وكشفت المصادر، عن 4 من أهم القيادات الحوثية في مديرية باجل إذ تملك نفوذا وصلاحيات تتعدى صلاحيات القيادات الحوثية في المحافظة وبعضها تملك علاقة مصاهرة مع أسرة "يحيى الحوثي"، حسبما تشير معلومات المصادر الموثوقة.
أول هذه القيادات، قيادي حوثي يدعى "عبد اللطيف المؤيد"، ولد في عزلة البحر بمديرية ساقين، وكان مدرسا في مديرية بني مطر قبل أن يصبح مشرفا أمنيا عليها بعد اقتحام المليشيا الحوثية للعاصمة صنعاء.
بحسب المصادر، بدأ المؤيد مسيرته مشرفًا على مديرية بني مطر، وانتقل بعد ذلك مشرفًا على مديرية الحيمة، قبل أن يصبح لاحقًا خصما لدودا لأبناء المديرية بعد نهب طقم يملكه أحد أهالي المديرية.
وأسندت إليه قيادة المليشيا بعد خلافه مع أهالي الحيمة، مهمة الإشراف الأمني على مديرية باجل المهمة بالنسبة لها، وبصلاحيات تتعد جميع السلطات والمشرفين الأمنيين في المحافظة بدأ بمشرفين المحافظة، إلى السلطة التنفيذية، وصولًا إلى صلاحيات وسلطة محافظة المحافظة، وفق ما تذكره المصادر، التي توضح سبب منحه الصلاحيات، بأنه يملك نسبا ولقبا ومكانه.
ضف إليه، أن "المؤيد" مقرب جدا من زعيم المليشيا "عبد الملك الحوثي"، ويملك علاقة قوية مع إخوان الأخير، وعززها زواج يحيى الحوثي ابنة أخيه.
ومنحته هذه العلاقة إلى جانب النفوذ في الحديدة، تصدر كشف العقداء الذي اعتمدته ما تسمى "اللجنة الثورية" الحوثية وتم توزيعهم لاحقا على المديريات الخاضعة لها وفي الأجهزة الأمنية الحساسة بالدولة، حسبما أشارت المصادر، التي واصلت تصريحها "كانت من حصته مديرية باجل أكبر مديريات محافظة الحديدة مساحة وسكانا".
وأكثر من ذلك، منحته هذه العلاقة، التواصل والإشراف المباشر مع ما يسمى اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، وفق المصادر التي قالت " له سلط تنفيذية واسعة تتعدى محافظ المحافظة"، أي أن لا جهة تشرف عليه في المحافظة، المشرف الوحيد عليه هو محمد علي الحوثي.
وعند النظر إلى تاريخ المؤيد منذ إسناد مهمة الإشراف على مديرية باجل إليه، تقول المصادر أنه يملك سجلا حافلا بالانتهاكات أبرزها فرض الإتاوات وشن حملات اعتقالات في المديرية، إضافة إلى إجبار المواطنين على التوجه للجبهات العسكرية وتحشيد مقاتلين للمليشيا المدعومة من إيران.
ثاني هذه القيادات، هو محيي الدين بشارة، الذي استطاع الاستحواذ على الوحدة التنفيذية للنازحين في المديرية التي من اختصاصها الإشراف المباشر على جميع المنظمات الدولية والمحلية التي تنفذ مشاريع إغاثية بمديرية باجل.
وقالت المصادر، إن بشارة تمكن من الاستحواذ على الوحدة التنفيذية للنازحين بمساعدة وتمكين من قيادي حوثي يدعى "عمار العزي" مشرف خط ضوران آنس- باجل.
وأضافت أن بشارة تلقى العديد من الدورات الثقافية التي تقيمها المليشيا الحوثية في معقلها بمحافظة صعدة، لافتة إلى أن تلقيه الدورة ساعده للحصول على المنصب في المديرية المهمة إلى جانب مساعدة وتمكين القيادي الحوثي العزي.
بحسب المصادر، شكت منظمات عديدة من الانتهاكات والابتزازات التي يقوم بها القيادي الحوثي بشارة، مضيفة أنه يقوم بالسيطرة على النصيب الأكبر من حصص المساعدات بذريعة أنه سيقوم بتقديمها للشهداء، فيما الحقيقية يقوم ببيعها في السوق السوداء وتوريد المبالغ لخزينة ميليشيا الكهنوت.
ثالث القيادات التي حظيت بتعيين قيادة المليشيا في باجل الاستراتيجية، هو المشرف التربوي في المديرية "محمد الحسني"، الذي تقرب من المليشيا الحوثية باسمه، وأصبح بفضله المتنفذ على العملية التعليمية في المديرية وصاحب حق العزل والتعيين في مكتب تربية المديرية.
المصادر ذاتها، تؤكد أن الحسني كان مدرسا منقطعا عن العمل قبل 21 ديسمبر، وأصبح بعد أخذ دورات ثقافية في محافظة صعدة المشرف التربوي في المديرية، وصاحب حق العزل والتعيين في مكتب التربية بالمديرية، إضافة إلى الإشراف على مدراء المدارس وعزل وتعيين من يريد.
وقالت، أن الحسيني نفذ العديد من الفعاليات التي تعزز روح الكراهية وتزرع ثقافة القتل والدمار في أوساط طلاب وطالبات المديرية.
أخر القيادات، شاب عشريني يدعى "عمار الشرفي"، التحق بصفوف المليشيا قبل أربع سنوات، وتلقى دورات ثقافية حوثية في محافظة صعدة قبل أن يحصل على وظيفية مرموقة في مصنع أسمنت باجل مكافأة له من قبل الميليشيا بعد عملية في التحشيد والتجنيد بمنطقته في محافظة حجة.
بحسب المصادر، أعطاه دوره في التحشيد والتجنيد كلمة مسموعة في أوساط المليشيا الحوثية التي عينته إلى جانب وظيفته مشرفا على مصنع باجل، لحين تم تعيين "محمود دحان" المكنى "أبو عافية" نائبا لمدير مصنع أسمنت باجل بعد قيامه بتحشيد مقاتلين من محافظة عمران، وأصبح الأخير حاليًا هو المشرف على المصنع الذي يرفد الخزينة الحوثية بملايين الريالات شهريا ويعد المصنع أحد الأسباب في مديرية باجل الذي كان له دوره في جذب اهتمام القيادة الحوثية.