لبسط نفوذها.. المؤامرات القطرية في الصومال تتواصل
تواصل قطر سعيها في السيطرة على الصومال عبر زمرتها الفاسدة بهدف بسط نفوذها، اخر تلك المؤامرات الاطاحة برئيس الوزراء الصومالي حسن علي خيري، في محاولة استباقية لوأد أية خطوة تمنع تحقيق مساعي الدوحة للسيطرة .
ونقلت موقع العين الاخبارية عن تقرير صادر لموقع "غوب جوغي" الإخباري الصومالي، " إنه لم يكن سرا رفض رئيس الوزراء احتمال التمديد لفترة الحكومة التي يقودها الرئيس عبدالله فرماجو.
وأوضح التقرير أن فشل تحالف فرماجو ورئاسة مجلس الشعب (الغرفة السفلى للبرلمان) في معرفة ما إن كان خيري سيترشح للسباق الرئاسي القادم أم لا، يثير هاجسا كبيرا لدى الرئيس ومستشاريه ممن يدركون أن وجود رئيس الوزراء سيقلص فرص استمرار الأول في المشهد السياسي.
ويخشى فرماجو من احتمال ترشح "خيري" للرئاسة بعد إقامته علاقات قوية مع رؤساء الولايات الإقليمية ورئاسة مجلس الشيوخ (الغرفة العليا للبرلمان).
ويتوافق هؤلاء على رفض تكريس سياسة التمديد لفرماجو التي يدفعها رئيس مجلس الشعب محمد مرسل شيخ عبدالرحمن بدعم وتمويل قطري.
ونقل الموقع الإخباري عن مصادر قولها إن العلاقات ساءت بين خيري وفرماجو بعد هذه التطورات، غير أن الدوحة دخلت بقوة على خط الأزمة في محاولة استباقية لوأد أية خطوة تمنع تحقيق مساعيها بالسيطرة على الصومال عبر زمرة فاسدة.
التقرير نفسه لفت إلى زيارة غير رسمية أجراها خيري إلى قطر، أواخر يونيو/حزيران الماضي، لكنه تفاجأ هناك بقدوم رئيس المخابرات الصومالية فهد ياسين دون علمه.
ووصف الموقع ياسين بـ"وكيل الدوحة في مقديشو".
وأجرى خيري لقاءات حاسمة مع وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني والمسؤولين المعنيين بالملف الصومالي هناك، بحسب التقرير.
وأشار التقرير إلى أن الزيارة شهدت رفض خيري بشكل واضح تمديد فترة فرماجو وكذلك رفض مساندته، ما أدى إلى دخول فهد ياسين على خط المفاوضات، محاولا التوصل إلى اتفاق معه، لكن انتهت دون نتائج.
وكان رئيس الوزراء الصومالي السابق يراهن على علاقاته مع المجتمع الدولي والولايات الإقليمية في الصومال، لكن فرماجو وفهد ياسين ورئيس مجلس الشعب محمد مرسل شيخ عبدالرحمن رسموا خيوط مؤامرة لسحب الثقة منه لإخراجه من المعادلة السياسية.
وعلم خيري والمقربون منه أن مؤامرة عزله مساء الجمعة 24 يوليو/تموز الماضي، تمت بإعداد من رئيس مجلس الشعب محمد مرسل ونائبه عبدالولي مودي، وفق التقرير .
وتم حجب الثقة عن رئيس الوزراء وحكومته في سبع دقائق دون اتباع الإجراءات الدستورية.
ولفت التقرير إلى أن خيري واجه وضعا صعبا، حيث لم يكلف نفسه في البداية عناء طلب الدعم أو التوصل إلى اتفاق مع البرلمان والنواب الذين يخشون عدم إعادة انتخابهم في الاستحقاق الانتخابي القادم، ما أدى إلى الإطاحة به حتى من قبل البرلمانيين الوزراء في حكومته.
وتنخرط قطر بشكل كبير في السياسة الصومالية، حيث عقد سفيرها لدى مقديشو، حسن حمزة، هذا الأسبوع، اجتماعات منفصلة مع رؤساء ولايات جنوب غرب الصومال وغلمدغ وهيرشبيلي، في محاولة لوضع يدها على الحكومة الصومالية القادمة.
ويتشبث فرماجو والمقربون منه بتمديد فترة المؤسسات الحكومية وعدم إجراء الانتخابات في موعدها المقرر نهاية العام الجاري خشية الإطاحة به، فيما يطالب آخرون بإتمامها في موعدها.
في الأثناء، يمتد الأخطبوط القطري ليعبث بالمؤسسات الصومالية، مستهدفا هذه المرة الحكومة، والتي بقيت حتى الآن بمنأى عن وصاية الدوحة، فيما يسعى فرماجو وفهد ياسين وحلفاؤهما إلى تأمين ممر لعبور للدوحة.