تواجه مايكروسوفت خيارا صعبا لإتمام صفقة الاستحواذ على تيك توك، في مهلة لا تتجاوز 45 يوما، قبل أن يقرر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اتخاذ إجراءات ضد التطبيق الذي تدور حوله شبهات ارتباطه بالسلطات الصينية.
 
التطبيق الذي يضم مقاطع مصورة على أنغام الموسيقى، أصبح الآن أمام احتمالات البيع أو الحظر في السوق الأميركية، فيما تؤكد شركة بايت دانس أن لا نية لها للرحيل من الولايات المتحدة.
 
ووفق تحليل نشرته وكالة بلومبيرغ، للكاتب تيم كولبان، الاثنين، فإن استحواذ مايكروسوفت ربما سيكون من الصفقات الكبرى للشركة خلال العقد الحالي، ولكن تقديرها من قبل البعض بـ 50 مليار دولار أمر مبالغ فيه، مرجحا أن تبلغ الصفقة ما قيمته 20 مليار دولار.
 
ويقدر بعض المستثمرين في شركة "بايت دانس" المالكة للتطبيق أنه يقدر بـ 50 مليار دولار، وهو ما يعادل خمسين ضعف الإيرادات التي سيحققها في 2020، وفق تقرير نشرته وكالة رويترز.
 
وبعد موجة من التسريبات، خرج عملاق التقنية مايكروسوفت ليكشف رسميا، الأحد، استمراره بالمفاوضات للاستحواذ على تطبيق تيك توك، والتي جاءت بعد محادثة بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، والرئيس التنفيذي لمايكروسوفت، ساتيا ناديلا.
 
ووصف تحليل بلومبيرغ ساتيلا المتخصص بالحوسبة السحابية بـ"صانع الملوك" والذي قام أبرم عدة صفقات لصالح مايكروسوفت من بينها شركة ألعاب إلكترونية سويدية وشبكة لينكدإن للباحثين عن الوظائف.
 
مصادر قالت لوكالة رويترز إن ساتيلا أمام خيارات حاسمة، إذ أن الرئيس ترامب، وافق على منحهم مهلة للتفاوض مع الاستحواذ بـ 45 يوما، أي أن مايكروسوفت أمامها حتى منتصف سبتمبر لإنهاء الصفقة.
 
المخاوف الأمنية
شركة مايكروسوفت قالت في بيانها، الأحد، إنها تقدر بشكل كامل أهمية معالجة مخاوف الرئيس. وهي ملتزمة بالاستحواذ على تيك توك مع مراجعة أمنية كاملة وتوفير مزايا اقتصادية ملائمة للولايات المتحدة بما في ذلك خزانة الولايات المتحدة.
 
وبموجب الصفقة المقترحة، ستسيطر مايكروسوفت على عمليات تيك توك في الولايات المتحدة وكندا واستراليا ونيوزيلندا، وهي ستضمن نقل كل البيانات الشخصية للمستخدمين الأميركيين لتطبيق تيك توك وبقائها في الولايات المتحدة.
 
المفاوضات التي تجريها مايكروسوفت يجب ألا تغفل أهمية إقناع المشرعين الأميركيين أيضا بها، إذ أن بعض أعضاء الكونغرس، مثل ريتشارد بلومنتال، كان أكثر حذرا حتى بعد الكشف عن المفاوضات وأشار إلى أنها يجب آلا تصرف الانتباه عن الحاجة للقضاء على التجسس والمراقبة من قبل الشركات الصينية.
 
 وحتى انتهاء أزمة تيك توك في الولايات المتحدة، فإنها أصبحت تبحث عن نقل مقراتها من بكين إلى لندن، وهو ما كشفته صحيفة ذا صن البريطانية، الاثنين، وفق رويترز، حيث تنتظر هذه الخطوة موافقة الوزراء المعنيين في الحكومة البريطانية.
 
وتطبيق الترفيه تيك توك يضم تسجيلات فيديو موسيقية قصيرة، يتابعها نحو مليار شخص في العالم، وقد تعززت شعبيته خلال أشهر الحجر لمنع انتشار وباء كوفيد-19.
 
وتشتبه واشنطن بأن شبكة التواصل الاجتماعي هذه تقاسم بكين بياناتها. لكن إدارة التطبيق نفت ذلك مرارا.
 
وأجرت لجنة الاستثمارات الخارجية في الولايات المتحدة، المكلفة بضمان عدم تهديد الاستثمارات الخارجية للأمن القومي، مراجعة حول "تيك توك"، يبدو أن نتيجتها كانت سلبية.
 
ونشر عدد من مبتكري المحتويات على التطبيق روابط إلى صفحاتهم على إنستغرام ويوتيوب، خوفا من أن يخسروا متابعيهم ومشتركيهم في حال حظر تيك توك، فيما لجأ آخرون إلى الفكاهة أو جادلوا بأنه لا يمكن إغلاق تطبيق يحظى بشعبية تيك توك الواسعة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية