وقف الطفلُ أيهم في إحدى مناطق مديرية المسراخ في محافظة تعز يناظر أقرانه الصغار وهم يسرحون لعبًا، وسرعان ما انفجر بالبكاء لسببٍ لم يعلمه الآخرون إلا بعدما رأوا والده الذي كان يجلس بينهم يجهش بالبكاء أيضا.
 
أصيب أيهم بصدمة نفسية كونه لم يحظَ ببذلة وحذاء جديدين في هذا العيد كما بقية الأطفال من حوله، ولم يستطع والده كسوته او شراء الألعاب له لعدم توافر المال اللازم؛ إلا أيهم الذي أثار تعاطف كل من كانوا في المكان ليس إلا طفلا لا يُدرك ظروف أبيه، وخاب أمله في الانشراح بأجواء العيد.
 
يقول عبد الرحمن والد الطفل أيهم لـ"2ديسمبر" إنه تمنى لو أن العيد لم يأت هذا العام كي لا يرى مشهد ابنه بهذا السوء، ثياب رثة وحذاء ممزق، ثم دموع تفيض، والأب المغلوب على أمره بالفقر لا خيار أمامه ليفعل شيئا يغير من واقع حياة ابنه.
 
لقد عجز عبدالرحمن مثل ملايين اليمنيين عن شراء أضحية للعيد، بسبب الأسعار الجنونية التي سيطرت على أسواق المواشي في هذا الموسم، وكونه موظفا حكوميا لا يتسلم راتبه المسروق في صنعاء منذ 6 أعوام فقد بلغ به سوء الحياة مبلغه.
 
إن سياسة الإفقار والتجويع والقتل والانتهاكات التي تمارسها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، أدت إلى تفاقم أزمات اليمنيين الذين باتوا يستقبلون العيد بعضهم بأجواء منقوصة والبعض يفضل أن يتجاوز هذه المناسبة التي لم يكن اليمنيون يتركونها من قبل.
 
لقد كانت مناسبة عيد الأضحى، فرحة منتظرة لدى اليمنيين الذين يتخذونها مناسبة دينية للتزاور وصلة الأرحام وعيش أجواء الفرح، لكنها تحولت هذا العام الى مأساة بحد ذاتها يتذكر فيها كثيرون أقارب لهم فقدوا حياتهم بنيران الكهنوت، أو باتوا مشردين أبعد من أن تصل إليهم الزيارات.
 
إنها حياة الجحيم، تلك التي آل إليها وضع اليمنيين، بسبب الكهنوت الحوثي، غير أن الأمل لا يزال حرا ولم يمت لأن يأتي يومٌ يلقى فيه اليمن عافيته، ويجد اليمنيون أنفسهم وقد عادوا إلى ألقهم، لكن هذا اليوم الموعود مقرون بزوال المليشيا الحوثية، وهو ما سيتم على أيدي القوى الوطنية في معركة استعادة الجمهورية.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية