تصاعدت التهديدات الخبيثة التي تنفذها أدوات محور ثلاثي الشر القطري-التركي-الإيراني في الداخل اليمني بهدف تشديد الخناق على المقاومة الوطنية بالساحل الغربي، وبسط نفوذها على ميناء المخا وباب المندب وتهديد الملاحة الدولية.
 
وتقف المقاومة الوطنية العاملة ضمن القوات المشتركة بالساحل في المنتصف، لردع إرهاب ممنهج لمليشيا الحوثي التابعة لإيران والتصدي للتطرف المدعوم قطريا وتركيا، باعتبارها قوة صاعدة تسعى لتحقيق أمن اليمن ودول المنطقة وتأمين الملاحة الدولية من القرصنة والإرهاب.
 
فعلى أرض الواقع، ظهر التناغم الحوثي الإخواني إلى العلن، من جنوب الحديدة إلى غرب تعز، إذ صعد الانقلاب الحوثي من عملياته الانتحارية في جبهات الحديدة، فيما حرك الإخوان تشكيلاتهم المسلحة في محاولة تفجير الصراع في الحجرية وإرباك أمن الخوخة.
 
وتكتسب مناطق الحجرية (مركزها التربة) والخوخة (عاصمة مؤقتة للحديدة) أهمية بالغة، إذ تشكل الأولى بوابة ومنطلق هام لجماعة الإخوان نحو الجنوب ونحو وميناء المخا، فيما تعد الثانية مفتاحا للحديدة، إلا أن الهدف الحقيقي المشترك ضمان موطئ قدم للحلفاء الإقليميين (قطر وتركيا) في باب المندب الموقع الاستراتيجي الهام على طريق الطاقة والتجارة العالميين.
 
وبرزت المخططات الإخوانية الخبيثة الساعية لخلخة الاصطفاف الوطني في جبهة الساحل الغربي من خلال تشجيع تمرد مسؤول عسكري يسيطر على مؤسسات الدولة في مدينة الخوخة ويمنع تسليمها للسلطات الشرعية، بينما تلوح باستخدام القوة لفرض قائد عسكري لقيادة اللواء 35 مدرع المتمركز في مناطق الحجرية، وذلك في تناقض مفضوح يستهدف إثارة قضايا جانبية خدمة لمشروع طهران والحوثي.
 
تقول مصادر يمنية، إن مناطق الساحل الغربي وتحديدا مدينة الخوخة شهدت تحركات واسعة وغير مسبوقة لعناصر إخوانية دخلت تحت يافطة العمل الإنساني والتجاري في محاولة لاستقطاب الشخصيات الاجتماعية وشراء ولاء القيادات العسكرية والمدنية لخدمة أجندتها الممولة قطريا وتركيا.
 
أما في التربة والحجرية، بعد فشل سيطرة الإخوان على المنطقة تحت يافطة مؤسسات الدولة واصطدامها مع المجتمع، اتجه قائد محور تعز الموالي للإخوان اللواء خالد فاضل، للتهديد المعلن باستخدام القوة لفرض السيطرة على مناطق الحجرية وفرض العميد عبدالرحمن الشمساني قائدا للواء 35، وإخراج العناصر المسلحة من مدينة التربة، حد زعم الإعلام الرسمي للمحور.
 
ويبحث الإخوان عن مكاسب جديدة لصالح محور قطر وتركيا، في معركة يعدونها مفصلية في الحجرية لتوسيع نفوذهم في المرتفعات الاستراتيجية المطلة على باب المندب والجنوب، مستغلين انشغال التحالف العربي بترتيب بيت الشرعية جنوبا ضمن اتفاق الرياض والموقف المتراخي للمجتمع الدولي تجاه الأزمة اليمنية.
 
التحركات الإخوانية الأخيرة في الحجرية والخوخة جاءت عقب تبدل تدريجي لمواقف الجماعة تجاه التحالف العربي، رافقه طلب مؤيدي الإصلاح من خلال حملات عبر الإنترنت من تركيا التدخل في اليمن وتكرار السيناريو الليبي.
 
وحسب تقارير دولية أن النظام التركي بات يكشف عن نية حقيقية للتدخل ليكون لاعباً رئيساً في مستقبل اليمن ودعم جماعة الإخوان، في ظل مصالح أنقرة الجيوستراتيجية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، القريبة من أكبر قواعدها العسكرية خارجيا والواقعة في مقديشو.
 
ووسط هذا السباق المحموم للوصول إلى سواحل اليمن الغربية وسواحل تعز تبقى المقاومة الوطنية ومعها القوات المشتركة الجدار الأهم للعرب وليس لليمن فقط في مواجهة التحركات الإقليمية الطامعة باستعادة أمجاد الإمبراطوريات الآفلة.
 
قبل تسعينيات القرن الماضي كانت معسكرات ساحل تعز جزءا من قوات الردع العربي ضد تمدد الأطماع الإسرائيلية والإيرانية وتعود اليوم ذات المخاطر لتشكل المقاومة الوطنية قوات ردع وحماية للأمن القومي العربي والمصالح التجارية الدولية وهو ما جعل هذه القوة وقيادتها هدفا لأدوات المشاريع الإقليمية العابرة للحدود القُطرية.
 
وهذا يجعل المقاومة الوطنية ليست فقط قوة محلية لمواجهة مليشيا الحوثي الإرهابية بل قوة يعول عليها العرب كثيرا في حماية مصالحهم وتأمين الممر الدولي وضمان إمداد العالم بالوقود عبر واحد من أهم الممرات البحرية في العالم، باب المندب.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية