وسائل مليشيا الحوثي الإرهابية لإرسال المغرر بهم إلى المقابر
استخدمت مليشيا الحوثي الإرهابية الإعلام والزوامل الشعبية للتشجيع على إرسال المزيد من المغرر بهم إلى محارقها في حربها العبثية التي فرضتها على الشعب اليمني منذ نحو أربع سنوات.
وتفننت مليشيا الحوثي عبر قناة "المسيرة" بتضليل متابعيها وأنصارها لرفع معنوياتهم بشكل خاص والرأي العام المحلي والخارجي ببث تقارير في بداية نشراتها الإخبارية معززة بفيديوهات مضمونها مشاهد درامية تصور لهم بطولات واقتحامات لعناصرها وإحرازهم تقدمات ميدانية وانتصارات زائفة وتدمير آليات عسكرية في المواجهات في إحدى الجبهات في الداخل ومصرع أعداد كبيرة ممن وصفتهم بـ"مرتزقة العدوان" وأسر عدد منهم وكأنهم في واشنطن وتل أبيب والرياض فيسرع أولئك المغرر بهم والمنضمين لها مؤخرا ليجدوا أنفسهم في جبهات الحديدة و تعز ومأرب والجوف ونهم والبيضاء يقاتلون اليمنيين، فيما لم تذكر مليشيا الحوثي أي من خسائرها الباهظة في العديد والعتاد بجبهات القتال في ذات التقارير.
وما أن تشارف النشرة الإخبارية التي تبثها قناة "المسيرة" وكافة القنوات الرسمية المرئية ووسائل الإعلام المختلفة الخاضعة لسيطرتها على الانتهاء فتذيع خبرا و مشاهد مرئية بشكل شبه يومي عن قتلاها ينص :"شيع اليوم في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات كوكبة من شهداء ميادين الكرامة والعزة والشرف"، مصحوبا بأنشودة: "يا أيها الشهداء يا أيها العظماء سلاما سلام".
وتعتمد المليشيات الحوثية بشكل كبير على أساليب الدعاية والتضليل والإعلام الموجه، حيث تسخر آلتها الإعلامية التي استولت عليها بعد سيطرتها على مؤسسات الإعلام الحكومية منذ انقلابها على السلطة في 21 سبتمبر عام 2014، وعبرها بثت فبركات إعلامية، لتخفي هزائمها وترفع معنويات عناصرها بنشر الأكاذيب والانتصارات الوهمية لاستقطاب الشباب و الأطفال الذين يعشقون مشاهد "الأكشن" الحربية عبر أساليب إغرائية وتسويقية تمكنها من التغرير بهم والالتحاق في صفوفها في سبيل بقائها على كرسي الحكم فيتهاوى إلى مسيرة "الموت" الأطفال والعاطلون عن العمل والشباب الذين يُفْتنون بجماعة شعارها "الموت" ضد كل من لا ينتمي لها أو يؤيدها ويتغنى عناصرها بهذه الزوامل الشعبية الحماسية لشعراء المليشيات مثل زوامل ( حيا بداعي الموت، إلى الجبهات ربي يناديني) والتي تزين و تكرس ثقافة الموت وترغب وتشجع الشباب والأطفال على التحرك والاندفاع الى جبهات القتال وماهي إلا بضعة أيام ليعودوا قتلى أو أشلاء داخل توابيت ليدفنوا أجسادهم مع مستقبلهم وسعادة أسرهم في مقبرة جملتها و زخرفتها و زينتها المليشيا تحت مسمى "رياض الشهداء".
وتصل الى العاصمة صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية وبشكل يومي العشرات من الجثث لقتلاها من جبهات القتال وبشكل خاص جبهة الساحل الغربي - جبهة الحديدة والتي تكشف الخسائر الباهظة التي تتكبدها في العديد والعتاد العسكري خلال المواجهات مع قوات المقاومة اليمنية المشتركة.
وذكرت تقارير إخبارية، ان مليشيا الحوثي تقوم بالدفن الجماعي لقتلاها في محافظة عمران، لافتة: أن مديرية مسور وحدها استقبلت نحو أربعين قتيلا خلال يومين معظمهم لقوا مصارعهم في جبهة الحديدة.
من يتجول في شوارع العاصمة صنعاء أو المدن الرئيسة للمحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين سيلفت انتباهه تحول ساحاتها العامة وجدران الشوارع وواجهات المباني واللوحات الإعلانية إلى معارض مفتوحة لصور قتلى وقيادات المليشيات الحوثية الذين سقطوا في جبهات القتال والذين اختيروا بعناية وبتمييز عنصري بمعيار السلالة والانتماء المناطقي والقرب من قياداتها البارزة.
وبحسب تقديرات دفعت محافظتي صعدة وعمران وصنعاء وذمار فاتورة باهظة من دماء أبنائها منذ ظهور مشروع الحوثي الظلامي تأتي محافظة صعدة هي الأولى وفي المقدمة من حيث عدد الضحايا.
وأسست مليشيا الحوثي العشرات من المقابر الجديدة لعناصرها في أراض تابعة للأوقاف وتابعة للدولة وأخرى متنازع عليها بعد أن امتلأت الكثير من المقابر التي تطلق عليها تسمية "روضات الشهداء" تم إنشاؤها خلال الثلاث السنوات الماضية في صعدة وأمانة العاصمة ومحافظة صنعاء وذمار وعمران.
واعلنت المليشيا الحوثية مؤخرا افتتاح مقابر جديدة لقتلاها تحت ذات المسمى "روضة الشهداء" تجبر التجار ورجال المال والأعمال على تمويل تشييدها؛ إحداها مقبرة في شارع الخمسين وأربع مقابر في حي السنينة وحزيز وأربع أخريات في مديريتي السبعين وشعوب بالعاصمة صنعاء.
وتختلف مقابر قتلى الحوثيين عن مقابر اليمنيين حيث تمتاز بتسويرها بالحديد المزخرف وطلاء المقابر باللون الأخضر بشكل لافت في أحياء ومديريات صنعاء، ويتم افتتاحها بشكل رسمي من قبل قيادات عليا للمليشيات الحوثية ويتم إجبار المسؤولين المحليين الموالين لها لزيارتها خلال الأعياد وفي الأسبوع السنوي للشهيد.
وتتعامل مليشيات الحوثي مع قتلاها بطريقة عنصرية تمييزية تحظى بها قبور قتلاها من السلالة باعتبارهم من فئة "القناديل" على خلاف من قتلوا في صفوفها من أبناء القبائل والمواطنين العاديين الذي تصفهم بـ "الزنابيل".
وتقوم برفع أضرحة "القناديل" في المقابر الحوثية التي تعرف بـ "رياض الشهداء" عن مستويات القبور الأخرى وتطلى ببعض الألوان وعبارات التمجيد والتقديس وبعضها تحاط بشباك من الحديد، في صورة تكشف تعامل المليشيات الحوثية العنصري والطبقي المقيت واستعلائها على الآخرين حتى الذين قتلوا في خدمة مشروعها الكهنوتي.
وتعاني مليشيا الحوثي نقصا حادا في مخزونها البشري جراء عزوف أبناء القبائل عن الالتحاق في صفوفها مما دعاها إلى استجداء المؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص لرفدها بالمقاتلين واختطاف الأطفال وإجبار مدراء المديريات وقيادات السلطة المحلية ومدراء المكاتب التنفيذية على تحريك موظفين لمساندة عناصرها في الجبهات.