عجز المواطن يحيى جعوان عن بيع منزله في حي غليل بمدينة الحديدة، بسبب تراجع أسعار العقارات، بشكل غير مسبوق، وعزوف التجار والمواطنين والمستثمرين عن الشراء، جراء ممارسات ميليشيا الحوثي الانقلابية. 
 
وتعاني مدينة الحديدة التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي الانقلابية، وكيل إيران في اليمن، منذ سبتمبر 2014، من غياب شبه تام للأمن والخدمات والحماية، وتدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية، وتراجع النشاط التجاري، جراء النهب والجبايات والابتزاز والقمع الذي تمارسه الميليشيا بحق المدنية وسكانها. 
 
ويقول يحيى جعوان لـ" وكالة 2 ديسمبر" أنه منذ اشهر وهو يعرض منزلة للبيع، لكن لم يجد مشترِ له حتى بنصف سعره، بسبب تخوف الناس من والوضع الذي وصلت اليه مدينة الحديدة، مشيراً إلى أن ميليشيا الحوثي حولت مدنية الحديدة التي ارتبط اسمها بالتجارة إلى قرية. 
 
وأضاف جعوان، انه زار مكاتب بيع العقار التي لازالت فاتح أبوابها كون كثير منها أغلقت، وسماسرة ودلالين، لإيجاد له مشتري للمنزل، لكنهم يقولون له ان عروض البيع كثيرة، ولا يوجد طلب على شراء العقار. 
 
وأشار جعوان إلى أنه قبل عام 2014، كان يتلقى طلبات كثيرة لشراء المنزل وبسعر 20 مليون ريال، لكنه رفض البيع، مؤكداً أنه لم يفكر يوماً ببيع منزله، والرحيل عن مدينته التي ولد فيها وأجداده الأوائل، لكنه اليوم مضطر للبيع، والرحيل عن المدينة التي أصبحت غير صالحة للعيش، لا فرص عمل، ولا كهرباء، والخوف من كل جانب. 
 
وسُجلت مدينة الحديدة أكثر المحافظات اليمنية في أعداد النازحين، حيث نزح منها أكثر من 600 ألف مواطن إلى محافظات أخرى، جراء تردي الأوضاع، وتحويل ميليشيا الحوثي شوارع وأحياء المدنية إلى ثكنات عسكرية. 
 
وبعد أن كانت أكثر أسواق العقارات طلباً في اليمن، تدنت حركة سوق العقارات في مدنية الحديدة، بسبب هيمنة ميليشيا الحوثي عليها، ونهب مواردها، ورحيل كثير من السكان، وتردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية وتوقف الاستثمار. 
 
 وأرجع عاملون في قطاع العقارات بمدنية الحديدة تراجع أسعار العقارات في المدينة، إلى تزايد حجم مخاوف الكثيرين من بقائها تحت سيطرة ميليشيا الحوثي، وعدم استقرار الأوضاع فيها. 
 
 وأوضحوا أن انخفاض الطلب على القطاع العقاري، جاء انعكاسا لما تواجهه المدنية من تردي في الأوضاع الاقتصادية والأمنية، وانتشار البلطجة، والنهب، وزيادة المعروض، حيث عرض كثير من السكان منازلهم للبيع.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية