كذبة السلام الحوثية .. شروط اللصوص
ظهر المدعو محمد علي الحوثي على قناة "بي بي سي" ليجدد موقف مليشيا الكهنوت الحوثية من كثير من القضايا وساردا جملة من المغالطات والأكاذيب دون أن يدرك أن لعنات الشعب تلاحق كل جملة ينطقها زورا وبهتان.
بدأ القيادي الحوثي حديثه مكذبا نفسه حين أعلن استعداد المليشيا مناقشة كل القضايا على الطاولة وأمام الإعلام للوصول إلى حل شامل يوقف الحرب ليقول في الفقرة الثانية مباشرة إنهم قدّموا وثيقة حل شامل فيها كل الحلول وتسليم المرتبات ونزول فريق فني إلى خزان صافر.
يتحدث الحوثيون دوما عن استعدادهم للسلام والحوار غير أن نهجهم العدواني يناقض كل كلمة يطلقونها كذبا حول رغبتهم في السلام والوصول إلى تسوية سياسية تنهي الحرب وتعيد الأوضاع إلى سابق عهدها قبل اجتياح صنعاء.
السلام الذي يريده المدعو محمد علي الحوثي والتفاصيل التي أعلن استعداده الذهاب إلى الرياض لبحثها والتوقيع عليها هي تلك التي خرجت من كهف زعيم العصابة عبد الملك الحوثي والتي أطلق عليها قادة المليشيا وثيقة الحل الشامل، أي أن محمد علي الحوثي مستعد للذهاب إلى الرياض للتوقيع على ما دوّنه زعيم المليشيا كمبادرة حل شامل.
تجاوزت المليشيا كل قرارات مجلس الأمن وبنود مفاوضات جنيف والكويت وتمسكت بوثيقة الحل الشامل التي أنتجتها وهي هنا تتصرف كقاطع طريق بعد أن نهب وقتل ودمر يعود ليتحدث عن حلول لتأمين الطريق من اللصوص.
تقدم المليشيا ذاتها كطرف يوازي بقية الأطراف مجتمعة كتمثيل وتعتبر سيطرتها على عدد من المحافظات بقوة السلاح وكأن هذه الجغرافيا مملوكة لها وعليها التحدث والتفاوض نيابة عن أبنائها ومكوناتها السياسية والاجتماعية.
تنصب المليشيا نفسها بموجب" وثيقة الحل الشامل" وكأنها طرف محايد يقدم مبادرة للحل ويقترح آليات التنفيذ وعلى الطرف الآخر فقط الإذعان وتنفيذ بنود المبادرة والاعتراف بالمليشيا كطرف ومكون سياسي له نصف الجغرافيا ونصف اليمن قاطبة.
الوثيقة التي أعلن المدعو محمد علي الحوثي استعداد مليشياته الذهاب للرياض للتوقيع عليها تقول حرفيا "وافق الطرفان قٌادة دول التحالف، وقٌادة الجمهورية الٌيمنٌية بصنعاء، ومن ٌينتسب إلٌيهما على الأحكام والمبادئ التالٌية:
إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار وإعلان الوقف الشامل والكامل والنهائي للحرب وإيقاف كافة الأعمال العسكرية البرية والبحرية والجوية".
بهذا المنطق الاستعلائي تقدم المليشيا رؤية للسلام ومتى كان السلام بين طرفين يتواجهان عسكريا يتم بإقصاء أحد الأطراف وعدم الاعتراف به حتى كشريك في صناعة هذا السلام ناهيك عن شراكة في إدارة البلاد.
ظهور المدعو محمد علي الحوثي يمثل أحدث موقف للمليشيا وموقفها من قضايا كثيرة والجديد في طرحه هو استعداد المليشيا للتحاور مع الخارج وإقصاء المكون الداخلي وهذا التوجه بمثابة تسول حوثي رخيص للقبول به كطرف أصيل في المعادلة غير أن هذا الابتذال في الكذب والتسول.
السلام الذي تحدث عنه المدعو محمد علي الحوثي هو سلام "وثيقة الحل الشامل" الخارجة من كهف زعيم المليشيا ومستشاريه من الإيرانيين وحزب الله، وهي بالإضافة إلى أنها لا تعترف بالأطراف الداخلية، ولا بأي مرجعيات للحل كالقرارات الأممية أو الدستور اليمني، فهي في واقعها أقرب إلى وثيقة استسلام للمليشيا والاعتراف بها كواقع خارج إرادة اليمنيين وبصرف النظر عن اتفاقات التضامن العربي والشرعة الدولية.
لم يرق حديث المدعو محمد الحوثي إلى موقف يستحق حتى النقاش ولو على منصات الإعلام.