محللون عراقيون يحذرون من مخططات إرهابية لمليشيات الحشد التابعة لإيران
خشية الضربات الجوية لقوات التحالف الدولي بالعراق وكذلك استهدافها من قبل المتظاهرين جراء تورطها في مقتل العديد منهم، جاءت خطة مليشيا الحشد الموالية لإيران بإغلاق مقراتها.
قرار المليشيا بإغلاق مقراتها يستهدف، وفق محللين عراقيين، إلى إعادة التموضع وزيادة وتوسيع نشاطها الإرهابي من أجل منح إيران فرصة في المفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكدوا أن مليشيات الحشد ستكون أكثر خطورة الآن لأنها تنتقل الى أسلوب عمل جديد ستكون خلاله غير مغلولة اليد عبر تنفيذ عمليات إرهابية أوسع من التي نفذتها خلال السنوات الماضية.
وأشاروا إلى أن الإغلاق جاء تنفيذا لمخطط جديد بدأ الحرس الثوري الإيراني بتنفيذه داخل العراق يتضمن شن الهجمات ضد المصالح الأمريكية والتخفي بين المدنيين.
وشهد العراق، خلال الأسبوعين الماضيين، إغلاق العديد من المليشيات الرئيسية التابعة لإيران لمقراتها وسط وجنوب البلاد ألا أن مليشيا عصائب "أهل الحق" هي الوحيدة التي أعلنت عن الإغلاق بشكل علني.
وقال قيس الخزعلي، زعيم المليشيا، في بيان: "إغلاق مقرات العصائب وسط وجنوب البلاد خشية تعرضها إلى الإحراق من قبل شخصيات سياسية محلية متعاونة مع أجندات أجنبية لتأجيج الفتنة".
فيما كشف مسؤول في الاستخبارات العراقية لـ"العين الإخبارية" عن التفاصيل الخفية وراء إغلاق مقرات المليشيات الرئيسية في الحشد الشعبي لمقراتها وسط وجنوب العراق.
وقال المسؤول الأمني الذي فضل عدم ذكر هويته إن قرار الإغلاق جاء "بعد الضربات الجوية التي تعرضت لها مقرات ومخازن اسلحة الحشد الشعبي".
وأشار إلى أن فصائل عدة خاصة الرئيسية المتمثلة بكتائب حزب الله العراق وعصائب أهل الحق وبدر وكتائب سيد الشهداء وسرايا الخراساني وكتائب الإمام علي والنجباء وبأوامر مباشرة من قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني قررت إغلاق مقراتها الرئيسية وسط وجنوب العراق.
ولفت إلى أنها نقلت أسلحتها ومقراتها إلى مقرات بديلة داخل المناطق السكنية وفي المصانع المتوقفة عن العمل فضلا المخابئ الواقعة تحت الأرض العائدة للجيش العراقي سابقا.
وأضاف المسؤول الأمني: "أخفت الفصائل المسلحة الموالية لإيران في الوقت نفسه كافة الأسلحة والصواريخ التي تمتلكها وما تصلها من صواريخ وأسلحة من طهران باستمرار في هذه المقرات والمخابئ البديلة خوفا من استهدافها من قبل الطيران الدولي".
وأوضح أن التجمعات السكنية في محافظات الواسط وبابل والنجف وكربلاء والبصرة والناصرية والقادسية وديالى والمناطق الواقعة جنوب بغداد ووسطها أصبحت غالبيتها مواقع جديدة لهذه المليشيات.
وبحسب معلومات حصلت عليها "العين الإخبارية" من مصادرها جنوبي العراق، نقلت مليشيات الحشد الشعبي وبإشراف مباشر من ضباط في فيلق القدس وكتائب حزب الله العراقي وتحت حراسة مشددة ليلا الأسلحة والصواريخ خلال الأسابيع الماضية من مقراتها ومعسكراتها الى مخابئها الجديدة استعدادا لتنفيذ خطة إيرانية جديدة في العراق.
وتتمثل الخطة الجديدة في شن المزيد من الهجمات الصاروخية على المواقع والمصالح الأمريكية وتنفيذ عمليات اغتيال واسعة بصفوف شخصيات سياسية وناشطين وصحفيين عراقيين مناهضين للتواجد الإيراني في العراق.
واعتبر المختص بالشأن العراقي، عبدالقادر النايل، إعلان مليشيات الحشد إغلاق مقراتها خطة إيرانية لإعادة عمل المليشيات وانتشارها في العراق.
وقال النايل لـ"العين الإخبارية": "الخطة وضعها قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني بالتنسيق مع عناصر مليشيا حزب الله اللبنانية المتواجدين في بلدة جرف الصخر جنوب بغداد وصدرت تفاصيل تنفيذها للمليشيات خلال زيارة قاآني الأخيرة للعراق".
وأضاف أن الخطة تشمل أيضا إيجاد أسماء جديدة للمليشيات بشكل وهمي بدلا من الأسماء المعروفة بها كي تتمكن من تبني عمليات القصف على المواقع الأمريكية داخل العراق.
وأوضح أنه رغم عدم تأثير عمليات القصف لكن الهدف منها تحسين فرص طهران بالتفاوض الحالي بين بغداد وواشنطن وإيجاد فرصة بأن تعرض إيران حماية القواعد الأمريكية مقابل امتيازات أهمها بقاء الطريق الرابط بين إيران وسوريا المار بالموصل والأنبار.
وأشار الى أن الحرس الثوري وجه المليشيات بتغيير مقراتها بعد أن أصبحت مكشوفة للجميع لاسيما أن أبناء جنوب وغرب وشمال العراق يبلغون ويكشفون بالأسماء مقراتهم.
وشدد على أن "الشعب العراقي يرفض النفوذ والمليشيات الإيرانية ومن يفقد الحاضنة الشعبية ينتهي بالكامل لذلك حتى لا تستهدف مقراتهم من التحالف الدولي أو من أبناء الشعب العراقي الذي أحرق عددا منها في التظاهرات بعد أن أطلق عناصرها النار على المتظاهرين السلمين قررت طهران إغلاق مقراتهم ووضع خطة جديدة لإعادة انتشارهم".
وتتخذ مليشيات الحشد الشعبي من أملاك وعقارات الدولة ومنازل المواطنين المغتصبة ومنها أملاك المسيحيين في منطقة الكرادة وسط بغداد وغيرها مقرات لها بعد أن هجرها أصحابها.
وتتخذ مليشيات الحشد الشعبي من أملاك وعقارات الدولة ومنازل المواطنين المغتصبة ومنها أملاك المسيحيين في منطقة الكرادة وسط بغداد وغيرها مقرات لها بعد أن هجرها أصحابها.