عادة ما كان يطل الصباح على قرية السقف بمديرية التحيتا جنوب الحديدة، وقد شقت قوارب الصيادين البحر في رحلات الاصطياد التي اعتاد عليها السكان هناك وتوارثوها جيلا بعد جيل.

لم تتغير هذه العادات إلا عندما دخل الحوثيون غزاة إلى القرية، وكانت قناصاتهم تتربص بالصيادين الذين يسافرون في الماء فجرا، فغير الأخيرون موعد الخروج صباحا ليكوت مع الضوء إلى مراكبهم التي تشق عباب البحر نهارا حتى لا يكونون عرضة للقنص الحوثي.

كان داوود سليمان أحد ذلكم الصيادين الذين اعتادوا على ريادة البحر، غير أن قناصا حوثيا لم يشأ لداوود متابعة حياته كما ينبغي، حاول قتله بما أوتي من حقد وكراهية، لكن القدر شاء غير ذلك.
 
بدأ الصياد يهم في رحلة صيد طويلة عند ساحل القرية، حزم أمتعته على المركب ليبدأ الرحلة، وقتها جاءت رصاصة سددها الحوثيون من بعيد أصابت يده اليمنى وهشمت عظام ساعده قبل أن  يسعف إلى المستشفى الميداني على ظهر سيارة إسعاف تابعة للقوات المشتركة.

مازالت الإصابة بينة على يد داوود المضمدة، فالحادثة لم يمر عليها الكثير من الوقت، وأمه الطاعنة بالعمر تقضي أغلب وقتها في البكاء على حال ابنها، دون أن تنسى الشكوى لله بالمليشيا التي ألقت بولدها إلى هذا الحال.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية