قصص الوفاء والحب بين الإنسان والحيوانات الأليفة خصوصاً الكلاب كثيرة، من بينها قصة فيدو أو "هاتشيكو الإيطالي"، الكلب الذي انتظر صاحبه المتوفى لمدة 14 عاماً.
 
ولد فيدو في خريف عام 1941 تقريباً ككلب شارع في لوكو دي موجيللو، البلدة الصغيرة التي تقع في مدينة بورجو سان لورينزو بمقاطعة توسكانا الإيطالية شمالي البلاد، وفي إحدى ليالي نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، عثر عليه عامل طوب يدعى كارلو سورياني، حسب موقع greenme الإيطالي.
 
أثناء سير سورياني في طريق عودته إلى منزله من محطة الحافلات، وجد كلباً مصاباً ملقى في حفرة على جانب الطريق، فقرر أخذه إلى بيته لإسعافه وعلاجه، حتى قرر هو زوجته تبني الكلب، وسمّياه فيدو أو fido بالإيطالية والتي تعني الأمين أو المخلص.
 
تطوّرت العلاقة وأصبحت وثيقة للغاية بين فيدو ومالكه سورياني، حتى أصبح مواظباً على إيقاظه كل صباح في الساعة الخامسة والنصف ومرافقته إلى محطة الحافلات، ثم انتظاره كل مساء في موعد عودته، العادة التي اتبعها فيدو لمدة عامين كاملين.
 
ومرت الأيام حتى 30 ديسمبر/كانون الأول من عام 1943، اليوم الذي قُصِفت فيه بلدة بورجو سان لورينزو، أثناء الحرب العالمية الثانية، ما أسفر عن أكثر من 100 ضحية، كان من بينهم مالك فيدو، كارلو سورياني.
 
وكعادة فيدو كل مساء، انتظر صاحبه الذي لم يظهر منذ ذلك الحين للخروج من الحافلة، وبلا انقطاع أو استسلام بعيون حزينة وآذان متدلية، لأكثر من 14 عاماً حتى وفاته في 8 يونيو/حزيران 1958، ودُفِن بجانب صاحبه وحبيبه، كارلو سورياني.
 
بعد وفاته كُتِب عن فيدو في العديد من المجلات والصحف ووسائل الإعلام الإيطالية والدولية.
 
ومُنِح الكلب الوفي العديد من الأوسمة، ومنحه عمدة بورجو سان لورينزو في 9 نوفمبر/نشرين الثاني 1957 ميدالية ذهبية في حضور العديد من المواطنين بما في ذلك أرملة سورياني.
 
وكُرِّم فيدو لوفائه لصاحبه بتمثال صنعه النحات الصقلي سالفاتوري سيبولا، وضِع في ساحة دانتي، النصب التذكاري الذي حضر افتتاحه الكلب الوفي نفسه وأرملة صاحبه كارلو سورياني.
 
وعلى الرغم من تدمير التمثال على يد بعض المخربين بعد بضعة أشهر من افتتاحه، فإن البلدية استبدلته بتمثال برونزي، موجود حتى الآن في الساحة نفسها بجوار مبنى البلدية.
 
ويعود اسم "هاتشيكو" إلى كلب ياباني كان ملكاً لأحد الأساتذة في جامعة العاصمة طوكيو، اعتاد مرافقة صاحبه إلى محطة القطار عند ذهابه إلى العمل، وانتظاره حتى عودته.
 
وفى إحدى المرات انتظر هاتشيكو صاحبه كثيراً ولكنه لم يأتِ في الموعد المحدد، طال الانتظار والكلب لم يبرح مكانه حتى بعد وفاة مالكه إثر أزمة قلبية.
 
وظل هاتشيكو منتظراً صاحبه لمدة 10 أعوام كاملة، وبمرور الأعوام تحول إلى أسطورة يابانية، بعد أن كتبت الصحافة قصته، لدرجة أن المعلمين قاموا بتدريس قصته للطلاب في المدارس على اعتبار أنه مثال للوفاء والتضحية.
 
وفي عام 1934 صنع نحات ياباني تمثالاً من البرونز لهاتشيكو، وضع أمام محطة القطار في احتفال كبير، كما تناول الفيلم الأمريكى Hachi: A Dog’s Tale قصته، واعتبر أيقونة للوفاء، مثل الكلب فيدو الإيطالي.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية