نقف برهة ونسترجع ذكريات قد مضت حيث عاشت اليمن في العهد الإمامي أشد مراحل الظلم والقهر والألم والاضطهاد الموجه صوب أبناء الشعب اليمني في الشطر الشمالي آنذاك وتحت رعاية السلطة الأمامية الحاكمة الظالمة، في الوقت نفسه كان يعيش الشطر الجنوبي في كنف الاستعمار البريطاني.
 
سئم الشعب هذه الحياة فقرر إذكاء روح المقاومة والنضال وتوطيد روح الشجاعة بعيدا عن الخوف تحقيقا للحرية المنتظرة غير آبهين بما قد يحل بهم . وعلى إثرها قامت عدة ثورات كان أهمها ثورة 1948 و26سبتمبر 1962م، وبهذا تحققت آمال الشعب وانكسر وانحسر ظلم الحكم الإمامي على أيدي نخبة من الثوار الذين رفضوا العيش في ظل القيود التي فرضت عليهم. في الجانب الآخر قامت عدة ثورات كان أهمها ثورة الـ 14 من أكتوبر والـ 30 من نوفمبر.
 
بدأ الظلام يتجلى شيئا فشيئا ليسمح للنور بالظهور تدريجيا عقبه فترات حكم متعاقبة لبعض الرؤساء لتحط رحالها عند أحدهم واستمر حكمه لعقود من الزمن.
في هذه الأثناء كان حلم الشعب المنشود هو توحيد الشطرين تحت راية واحدة وبالفعل ورغم دسائس المفسدين وبعض الحاقدين ورغبتهم في تمزيق الوطن تحققت الوحدة اليمنية المباركة في 22مايو1990م على يد الزعيم الراحل/علي عبدالله صالح .
 
وخلال هذه الفترة وبالرغم من كل ما تمر به البلاد من تدخلات خارجيه وانتكاسات استطاعت أن تحافظ على هذه الوحدة التي عاش فيها الشعب أوج ازدهاره ورقيه العلمي والمعرفي والتكنولوجي أسست مدارس وشيدت السدود فتحت جامعات حكومية وأخرى خاصة وبنيت مستشفيات ومراكز طبية وشقت طرقات، وخلال هذه الفترة مارست المرأة حقوقها في شتى مجالات الحياة شأنها شأن الرجل.
 
ولهذا تعد وحدة الشعب اليمني وساما عظيما في سماء العالم إذ صنع وحدته بيديه مفاخرا بها العالم ومحافظا عليها، وإن ما نعيشه منذ العام 2011 في الساحة العربية بشكل عام وتحديدا اليمن إلى يومنا هذا ما هو إلا سيناريو معد خارجيا يتم تنفيذه في الداخل على أيدي نخبه من الممثلين ما هم إلا أدوات تحكم عن بعد.
 
اليمن السعيد كان في الصدارة بتلاحم أبنائه ووحدته واستقراره إذ تم اختياره دوليا ليكون ساحة صراعات خارجية وتصفية حسابات دولية حيث حظيت الجماعات الإرهابية والعنصرية بدعم دولي لتنفيذ مشروعها العنصري آخذين على عاتقهم المذاهب والديانات ليستمر الصراع بأعلى وتيرته كما انقلب البعض بحجة أننا شعب ديمقراطي وله الحرية باختيار رئيسه والخروج من الجرعة وارتفاع الأسعار حسب زعمهم.
 
تم استغلال المواطن البسيط الذي كتب قدره بيديه ليعيش حياة الذل والهوان بانصياعه لكل الأوامر الملقاة إليه من قبل القيادات النافذة المنقلبة على النظام السابق آنذاك (جماعة الإخوان المسلمين وحلفاؤهم) لتنفيذ مشروعهم الدنيء في تخريب وتدمير الوطن ومنشآته ومؤسساته ولم يدركون ما عاقبة انقلابهم.
 
ونتيجة كل هذا هو ما نعيشه اليوم من تمرد وبغي وانحطاط وفقر وجوع وتشرد وجهل وتخلف ودمار وأمية وأوبئة فتاكة بالمواطن الضعيف.
 
يبقى هناك تساؤل: متى يصحو الشعب من غفلته ويصحح أخطاءه ليخرج من هذا الكابوس المروع لينعم بالأمن والسلام المفقود منذ سنوات؟!

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية