رندا حسن.. قصة من المعاناة لا نهاية لها: دعوات مستغيثة تطلب إنقاذها
لم تكن عودة "رندا علي حسن" إلى منزلها بمنطقة القوز في مديرية جبل حبشي بعد مغادرة مليشيا الحوثي الإرهابية المنطقة، خاتمة فصل من المعاناة تكبدها أهالي المنطقة بدأت يوم سيطر الحوثيون على المنطقة وغادروا منازلهم هرباً من ويلات الحرب، كانت العودة بداية معاناة لا نهاية لها، يتقاسم مسؤوليتها جماعة الحوثي ومستشفى البريهي بمحافظة تعز الذي تطوع لاستكمال ما لم تقدر عليه ألغام المليشيات الحوثية.
"راندا علي حسن" 26 عامًا أم لطفلين، تسكن في منطقة القوز، غادرت المنطقة قبل ثمانية أشهر عندما سقطت بيد مليشيات الحوثي قبل أن تنسحب الأخيرة منها بداية شهر رمضان الماضي، وتعود رندا إلى جانب أهالي المنطقة لتفقد منازلهم والعودة بعد أشهر من النزوح والمعاناة المتفاقمة. وبعودتهم اعتقد الأهالي طي صفحة المعاناة، غير أن ما حدث كان عكس ذلك، كانت العودة بداية معاناة دائمة بدأت بإصابتها بإعاقة جزئية نتيجة اصابتها بلغم أرضي زرعته المليشيا، تحولت لاحقا إلى إعاقة كاملة نتيجة الإهمال الطبي الذي تعرضت له في مستشفى "البريهي" بمحافظة تعز، وأدى إلى بتر رجلها الثانية قبل يومين.
قال أحد أفراد أسرتها، أصيبت رندا وطفليها بانفجار لغم أرضي زرعته المليشيا في قرية القوز بداية شهر رمضان، وتم نقلها في اليوم نفسه إلى مستشفى البريهي المخصص لجرحى الحرب من قبل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مضيفًا أن الأم وطفليها خضعوا للعلاج، وتقرر بتر رجلها اليسرى نتيجة الإصابة بانفجار اللغم، وتم ذلك في المستشفى فيما أصيب طفلاها بجروح متوسطة.
بعد ذلك، ظلت الأم وطفلاها أكثر من 20 يومًا في المستشفى دون أي متابعة من الكادر الطبي، وفق ما ذكر المصدر، الذي أضاف أن الام اصيبت بشظية من اللغم في الرجل اليمنى، ولم يتحدث الكادر الطبي عن تلك الإصابة التي أدت في نهاية الأمر إلى التسبب ببتر رجلها اليمنى.
دخلت الأم المستشفى والجرح في مكان الشظية فقط، توسعت بعد ذلك وأصُيبت ببكتريا انتشرت لاحقًا بسبب الإهمال إلى أجزاء كبيرة من رجلها، حسبما ذكره المصدر، الذي أزاد، كان بالإمكان تدارك الأمر لو كان هناك متابعة لحالة الجريحة.
وقال مصدر طبي، إن الإصابة في الرجل اليمنى لم تكن في مكان العصب، كانت بعيدة عنه في منطقة الفخذ، والسبب الذي أدى إلى عملية البتر هو انتشار البكتيريا نتيجة الإهمال حيث انتشرت البكتيريا إلى الأعصاب وماتت الأخيرة، ما استدعى عملية البتر.
بحسب أحد أفراد أسرة الجريحة، زار الطبيب الذي كان يشرف على حاله الأم قبل عيد الفطر المبارك وكانت رجل الأم اليمنى قد تورمت وزاد ألمها، قرر الأول إجراء تصفية للجرح حتى تأتي زيارته الثانية، وأتى في المرة الثانية بعد مطالبات مستمرة من مرافق المريضة، متابعًا أن إدارة المستشفى طلبت من مرافق المريضة الإدلاء بتصريح لقنوات إعلامية كانت متواجدة يشكر فيه المستشفى ويشيد بدوره في معالجة المريضة، حتى يطلبوا له الطبيب المشرف على حالة الأم، مُزيدًا:" الطبيب وصل بعد تقديم مرافق الأم الشكر للمستشفى على معالجة الأم، فيما الحقيقة هي أن المستشفى تسبب بإهماله في إصابة الأم بإعاقة دائمة بدلًا من الإعاقة الجزئية التي تسببت بها جماعة الحوثي".
جاء الطيب بعد تقديم الشكر، وقرر إجراء عملية تصفية وبتر الرجل اليمنى للأم، وطلب من مرافق الجريحة التوقيع على ذلك رفض الأخير، طلبوا بعد ذلك دكتورة أعصاب وجدت أن كل الخلايا والأعصاب قد ماتت، قررت الأسرة نقل الأم إلى العاصمة المؤقتة عدن لتلقي العلاج وتلافي بتر الرجل اليمنى حتى لا تصاب الأم بإعاقة دائمة، ونُقلت إلى مستشفى عدن الألماني، كان الوقت قد مضى واستدعت الضرورة إجراء عملية بتر الرجل اليمنى حتى يتمكن الفريق الطبي من إنقاذ الأم بعد انتشار البكتيريا والتهاب الرجل بكاملها.
وبذلك، تكن رندا قد أصُيبت بإعاقة دائمة لتبدأ فصلا جديدا من المعاناة لا نهاية له، ويكن مستشفى البريهي قد تطوع لاستكمال جريمة مليشيا الحوثي التي زرعت لغماً انفجر أمام منزل أم الطفلين رفيق 7سنوات، وسميرة 5سنوات اللذين أصيبا إلى جانب أمهما بانفجار اللغم الأرضي.
وطالب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بتشكيل لجنة تحقيق من استشاريين أطباء ومحامين ومن مركز سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية للتحقيق في هذه الجريمة، محملين المستشفى المسؤولية الكاملة على إصابة الأم بإعاقة دائمة نتيجة الإهمال الذي تعرضت له في المستشفى.
وناشدت أسرة رندا علي حسن وطفليها، دولة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية نقل الأم إلى الخارج لاستكمال علاج الأطراف الصناعية الذي لا يتوفر في اليمن.