ضحايا كورونا يواجهون التمييز العنصري الحوثي حتى بالمقابر
لم تتوقف جرائم المليشيا الحوثية بحق اليمنيين وتسببها في تفشي فيروس كورونا ليقتل المئات يوميا في مناطق سيطرتها مع استمرارها بالتعتيم وعدم إعلان الحالات؛ بل أضحوا يواجهون حالة التمييز العنصري من قبل المليشيا الكهنوتية حتى بعد وفاتهم أو تصفيتهم بما تسمى "حقن الموت".
وأطلعت وكالة "2ديسمبر" على توجيه صادر عما يسمى الإدارة العاملة للعمليات التابعة للمليشيا الحوثية، خاطبت به مدراء عموم وأمناء المديريات، في أمانة العاصمة صنعاء، بمنع دفن وفيات فيروس كورونا في مقابر يدفن فيها عناصر السلالة الحوثية.
وامتلأت معظم مقابر صنعاء نتيجة أعداد كبيرة من الموتى بفيروس كورونا لاسيما منذ عيد الفطر حيث عملت المليشيا الحوثية على تعتيم انتشار الجائحة خلال شهر رمضان بغرض جني أموال الإتاوات والجبايات ما طمأن اليمنيين بمناطق سيطرتها في تجمعات بشرية ، لينفجر اثر ذلك حجم انتشار فيروس كورونا والوفيات .
وذكرت الوثيقة الحوثية أنه وبحسب توجيه ما يسمى بـ"وكيل الأمانة لقطاع شؤون الأحياء"، المدعو قناف المراني فإنه يمنع على أهالي المتوفين بالفيروس من أبناء القبائل دفن الوفيات فيما تسميه "روضات الشهداء" وهي المقابر المخصصة لدفن العناصر المنتمين للسلالة الحوثية ممن يلقون حتفهم في جبهات القتال.
وهدد البلاغ الحوثي بأنه لا يمكن السكوت بأي حال من الأحوال عن أي أسرة تلجأ لدفن أي متوفٍ بالفيروس في تلك المقابر، التي سبق للمليشيا أن منعت دفن قتلاها فيها ممن ليست لهم صلة بسلالة الكهنوت والذين يعدهم الحوثي بالمفهوم الشعبي "قبائل"، أي حطب في محارق جبهات قتالها لا أكثر.
وألزم البلاغ، مراكز الشرطة وعقال الحارات، بتعقب كل مخالف يحاول الدفن في الروضات الحوثية، والقبض عليه، وإلزام أهالي الضحايا القبائل "بالبحث عن مقابر يدفنون فيها موتاهم".
واعترفت المليشيا الحوثية في الوثيقة بـ" تزايد حالات الوفاة بفيروس كورونا المستجد" رغم استمرارها في التكتم على أعداد المصابين وإنكار حجم الكارثة التي باتت تضرب صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها مع انفجار أعداد الوفيات والمصابين بالفيروس.