أثار بيان مليشيا الحوثي، عن وباء كورونا في مناطق سيطرتها ردود أفعال مستنكرة أدانت جريمة تستر المليشيا المدعومة من إيران على الوباء الأمر الذي ساهم في انتشاره على كل المناطق.

وبررت المليشيا جريمتها في البيان الذي صدر عن وزارة الصحة التابعة لها بالعاصمة صنعاء بوقت متأخر من مساء الأمس بأن كثير من دول العالم عمدت إلى التهويل والمبالغة في إجراءات المواجهة مما أضعف الروح المعنوية لدى مواطنيها وخلق حالة من الهلع والخوف والقلق والتي كانت أشد فتكا من المرض نفسه.

ولإخفاء قيام سلطاتها بحجب أعداد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا قالت المليشيا إن كثيرا من دول العالم تعاملت مع حالات الإصابة كأرقام وإحصائيات مما أثر سلبا على الحالة النفسية والمناعية للمجتمعات.

وذهبت المليشيا بعيدا في تعاطيها المستخف بالعالم والعلم من خلال اتهام منظمة الصحة العالمية بإعطائهم محاليل مغشوشة وثبت ذلك من خلال استخدام هذه المحاليل لفحص حيوانات وكانت النتيجة إيجابية،  أي مصابة بالفيروس.

واعتبر متابعون هذا اعترافا باستخدام المحاليل في فحص الحيوانات بدلا من الحرص عليها في إجراءات مكافحة الوباء العالمي المنتشر بين البشر.

آخرون قالوا إن البيان الحوثي استوحى مقطع فيديو متداول بين عناصر المليشيا يتضمن اتهامات مشابهة للمنظمة العالمية من أحد السياسيين الأفارقة، واعدوه تأكيدا صريحا لفشلهم في إدارة الملف الصحي لمواجهة كورونا ومحاولة تحميل أطراف ليست ذات صلة مسؤولية الجريمة التي اقترفتها قيادة المليشيا الحوثية بحق اليمنيين في مناطق سيطرتها.

وجه قبيح

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بموجة انتقادات واسعة للبيان الفضيحة الذي صدر عن مليشيا الحوثي الإرهابية حيث قال السياسي اليمني مصطفى أحمد نعمان إن ما قاله وزير صحة صنعاء عن انتشار وباء كورونا في مناطق سيطرة جماعته لا علاقة له بأي معايير علمية وأخلاقية.

وأضاف النعمان معلقا على البيان: حديث كله استخفاف بحياة الناس وعدم تقدير للمسؤولية الوباء ليس رقعة جغرافية يتم السيطرة عليها ورفع شعار الصرخة فوق اسوارها. متسائلا كيف يقبل إنسان طبيعي أن يكذب بتلك الجرأة!

الصحفي حمود منصر في صفحته على تويتر قال إنه: تجلى الوجه القبيح والإجرامي لميليشيات الحوثي جماعة دموية تتلذذ بموت الشعب اليمني في جبهاتها بعد ان تزج بأبنائه قسرا أو بموتهم بالأوبئة والفقر والجوع.

وأضاف منصر: تعامل هذه الجماعة مع كورونا يؤكد عدائيتها للشعب اليمني، وللإنسانية وأستغرب صمت المبعوث غريفث والأمم المتحدة؟!

وقال منصر: وزير الصحة الانقلابي غير الشرعي الداعية الطائفي السلالي الإرهابي القذر طه المتوكل لا يختلف عن سيده عبد الملك الحوثي في إصدار البيانات والخطب المضللة لقتل أبناء الشعب في الجبهات والقزم طه المتوكل يضلل الشعب في ضحايا كورونا .. جماعة مجرمة ستستمرئ الموت لليمنيين بلا هوادة.

إعلان فشل

واعتبر عضو مجلس النواب عبده بشر البيان الحوثي إعلان فشل عن مواجهة الوباء وإيحاء بأعداد مهولة في الإصابات، داعيا اليمنيين الواقعين في مناطق سيطرة المليشيا الموالية لإيران إلى الاعتماد على أنفسهم.

وقال: بيان وزارة الصحة في صنعاء حول كورونا يدعو للحذر من قبل الجميع ويوحي بأن الارقام مهوله في اعداد الوفيات والمصابين استحال عليهم الاعلان عنها.

وزاد: ندعو جميع المواطنين بتحصين انفسهم والتباعد واتخاذ التدابير الشخصية اللازمة لأن وزارة الصحة اعلنت فشلها وعدم قدرتها على السيطرة او تقديم اي شيء.

من جانبه عبدالوهاب قطران، الموالي سابقا للمليشيا، وصف الحوثيين بأنهم وباء لا يقل خطورة على اليمنيين من كورونا، وقال : كثر الله خيركم، لا تعلنوا ولا احد واثق فيكم تعالجوه، لأنكم وباء لا يقل خطرا عن كورونا ،والوباء لا يعالج بالوباء، الناس معتمدة على انفسهم ومن مرض سيعالج نفسه بالبيت، ومن مات استراح.

وأضاف: اما الارقام والاحصائيات فيعرفها الناس من المساجد بكل حارة وكل حي المساجد المجاورة الان ،تتلي القرآن وتعلن كل ساعتين عن حالة وفاة.. ومواقع التواصل الاجتماعي تعج بالتعازي ،والشعب له الله يا اتعس جائحة بليت بها اليمن.

وافقته وسام باسندوة، أستاذة جامعية وحقوقية، حيث كتبت: بعد مؤتمر ميليشيا الكورونا الصحفي في صنعاء، هل مازال هناك من يشك ان كورونا الحوثي أشد فتكا؟

طامة وعجائب

ميساء شجاع الدين، صحفية وحقوقية يمنية، علقت على بيان الصحة الحوثية بسخرية وألم، قائلة: بيان الحوثي الاخير حول كورونا يستحق تدريسه في مناهج الوقاحة والغباء، طبعا انتقلنا من مرحلة الإنكار لمرحلة إن كورونا موجودة بس في تهويل، والتهويل "مضر للصحة"، والله حكم الحوثيين لا تنته، شيء كذا خيال من الاستهتار والخفة. حتى تكتمل الصورة، قال البيان إن منظمة الصحة العالمية غلطانه، وواصلت: طبعا الحوثيين ما يغلطوش، اصلا المنظمة أعطتهم عينات مختبرية غلط لدرجة إنها قدمت نتائج ايجابية على عينات غير بشرية،  طبعا لماذا جرب الحوثي في عينات غير بشرية في فحوصات عددها محدود والمرض متفشي؟ والأهم ماهو جنس العينات غير البشرية؟ فهي قد تكون حيوان أم جامد أم طه المتوكل وجماعته.

 ‏أما وكيل مساعد وزارة الصحة في الحكومة المعترف بها، عبدالرقيب الحيدري فقال: البيان يتحدث عن مواجهة الدول للوباء وانتقد شفافيتهم في حين ان مليشيا الحوثي مارست التكتم وهو جريمة ضد الإنسانية. فالبيان  ينقصه السخرية من  دول العالم التي بذلت كل وسعها لحماية مواطنيها.

عادل الأحمدي، رئيس مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام، عد البيان فضيحة حوثية جديدة، ويؤكد إصرار المليشيا على المضي في التعامل مع الوباء بعيدا عن الشفافية، وقال: بيان طويل عريض أصدره الحوثيون يحاول تبرير اعترافهم المتأخر بتفشي كورونا ويخلص إلى أنهم لن يتعاملوا مع الوباء كأرقام وإحصائيات حتى لا يضاعف خوف الناس!!!

ودعا الأحمدي العالم أن يقرأ هذا البيان الفضيحة، ليعرف أي طامة حلت على هذا الشعب ، واصاف الحوثيين بـ "عصابة عنصرية لا يهمها أن يفنى الشعب عن بكرة أبيه".

الصحفية منى صفوان سخرت من تبرير المليشيا بأن التكتم على أعداد الإصابات والوفيات لحماية مناعة المجتمع أمام كورونا وقالت: نتمنى من أنصار الحوثي أن يصدقوا بيان وزارة صحتهم ولا يهلعوا حتى لا تضعف مناعتهم ويعيشوا حياتهم طبيعي.

وأضافت في تغريدة على حسابها في تويتر: لا يوجد ما يدعوا للقلق.. تجمعوا، انشروا الفيروس بينكم الله معاكم ونهيب بالشعب اليمني التقيد بإجراءات السلامة والنظافة، والتباعد مترين خاصة عن اصحاب "المناعة القوية".

طب بيطري

الناشط الصحفي بسيم الجناني اعتبر بيان مليشيا الحوثي ساذجا، وقال: استخفوا بالشعب وللأسف هناك قطيع واسع يسير خلفهم وخلف دجلهم ، برروا عدم الإفصاح عن المعلومات والإصابات بأنها تجلب القلق والتوتر وتقلل المناعة وجعلوا الناس تكتظ بالأسواق والتجمعات والدنيا سلامات بينما الموت يتخطف الناس كل يوم.

وأضاف الجناني: أما عن فحص منظمة الصحة العالمية وأنهم أجروا تجربة على حيوانات وطلعت نتيجة إيجابية شاهدت مقطع لقصة مماثلة في دولة إفريقية وهم استنسخوها ، وأكيد كانت التجربة في اليمن على عبدالملك الحوثي.

وعلق الكاتب أمين الوائلي على بيان المليشيا الحوثية بقوله: بيان صحة متوكل الحوثة إنشائي مرتبك وتعبيري أجوف ولا مهني، كتب في مطبخ أمني، والغرض منه التنصل من جرائم التكتم والعبث بالصحة العامة وحياة المجتمع.

وتابع:  إقرار بانتشار الوباء دون أي تفصيل أو تفنيد مجدول، وكأن الكذب كان ينطلي على أحد. خطابية "يا أبناء شعبنا" لا تمت حتى للطب البيطري.

نظر يمنيين من مشارب سياسية واجتماعية ومهنية مختلفة، اتفق حول سخف البيان الحوثي، بل وتأكيد على تعمد المليشيا الحوثية قتل الملايين ورفع غطاء جديدا عن أساليبها في التعامل مع مشاكل اليمنيين، واستخفافها بحياتهم بدءا من جرهم إلى حرب عبثية وصولا، في الوقت الراهن، إلى جائحة كورونا.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية