إقرار علني بهزيمة مليشياته.. الحوثي يعرض صاغراً تسليم ميناء الحديدة للأمم المتحدة
في أول تنازل علني وإقرار بهزيمة مليشياته في معركة الحديدة عرض الإرهابي عبد الملك الحوثي صاغراً تسليم ميناء الحديدة للأمم المتحدة والسماح بإشرافها عليه.
وقال زعيم المليشيا الحوثية عبد الملك الحوثي في خطاب مطول مستعرضا آخر التطورات في الساحل الغربي بثته قناة "المسيرة" الناطقة باسم الحوثيين اليوم الأربعاء 20 يونيو 2018، "قلنا للأمم المتحدة أن تشرف على إيرادات ميناء الحديدة رغم قلتها لقطع تبرير العدو بأن إيرادات حكومة الإنقاذ تأتي من الميناء" في تنازل هو الأول بعد التقدم الميداني المتسارع لقوات المقاومة المشتركة في الحديدة.
وتابع قائلا: "رحبنا بدور رقابي وفني ولوجستي للأمم المتحدة على ميناء الحديدة لكنهم كاذبون ومتعللون بالأباطيل".
ورغم هذا التنازل الحوثي إلا أن زعيم المليشيا دعا الأمم المتحدة في حال إشرافها على ميناء الحديدة إلى توريد الإيرادات إلى البنك المركزي في صنعاء - في مسعى مستمر لتبرير نهب مليشياته لإيرادات الميناء والذي زعم أنها تعود بالنفع على أبناء محافظة الحديدة.
وكانت مليشيا الحوثي هاجمت مجلس النواب لإعلانه مبادرة سلام لإيقاف الحرب في اليمن قبل عدة أشهر تتضمن إشرافا مؤقتا للأمم المتحدة على ميناء الحديدة معتبرة المبادرة "تفريطا بالسيادة الوطنية وخيانة لدماء الشهداء".
وسرد زعيم الحوثيين تبريرات كثيرة للانكسارات التي تعرضت لها مليشياته في جبهة الساحل الغربي وبشكل خاص معركة مطار الحديدة من بينها قوله: "إن العوامل الجغرافية في الشريط الساحلي تساعد على التقدم فيها كونها منطقة مكشوفة" في إشارة إلى الضربات التي تلقتها جحافل مليشياته على أيدي أبطال قوات المقاومة المشتركة التي أحرزت تقدما ميدانيا في معركة مطار الحديدة.
واعتبر الحوثي الهزائم التي تكبدتها مليشياته خلال معركة الساحل الغربي:" خروقات ميدانية ستظل قابلة للمواجهة، ولن تتغير قناعتنا ولن تنكسر إرادتنا" في محاولة يائسة منه لشد عزائم عناصر مليشياته المنهارة وللتقليل من الانكسارات والتراجع الكبير لها خلال تلك المعارك.
وبكل جراءة وبجاحة وسخرية واستخفاف بمعاناة أهالي مدينة الحديدة جراء انقطاع الكهرباء عنها منذ أن سيطرت مليشياته عليها منذ أكثر من ثلاث سنوات قال الحوثي رداً على التحالف الذي أعلن عن توفير الكهرباء عقب تحرير مدينة الحديدة: "اتركوا الحديدة والساحل الغربي لأهله والحكومة ستعمل على توفير الكهرباء لهم".
وأضاف قائلا: "معركة الساحل لم تبدأ منذ ستة أيام بل بدأت في ميدي منذ سنتين وستة أشهر إلى اليوم وفي باب المندب منذ سنتين وثمانية أشهر"، لافتًا إلى أن "المعارك لم تتوقف لمدة 32 شهراً من باب المندب وصولاً إلى الفترة الأخيرة في الدريهمي والدوار".
وتحدث زعيم المليشيا في خضم تبريراته خلال الخطاب، عن أن من وصفه بـ"العدوان" حشد في ميدي قوات متعددة منها من أسماهم "مرتزقة" يمنيون إلى جانب الجيش السوداني والسعودي وسخّر كل الإمكانيات للمعركة هناك، مشيراً إلى تحركت قوى "العدوان" بكل الوسائل والإمكانيات للسيطرة على الساحل الغربي من باب المندب إلى ميدي وبدأ المعارك بالتوجه صوب الساحل الغربي بعد أن تمكن من وصفه بـ "العدوان" من السيطرة على جزيرة ميون - حد قوله.
وفي تناقض واضح نفى زعيم المليشيا الحوثية "وجود أي تهديد على الملاحة البحرية من ميناء الحديدة" معتبراً في الوقت ذاته استهداف عناصره للبوارج في سواحل الحديدة في إطار " العمليات التي نستهدف بها البوارج الحربية التي تهدد الساحل تأتي لدفع العدوان عن الساحل والحديدة" - حد وصفه.
وزعم الحوثي وجود تأييد إلهي تحظى به مليشياته خلال المعارك قائلآ : "لولا التأييد الإلهي لما كان للمعركة أن تطول كل هذا الوقت بالرغم من إمكانات العدو العسكرية في الجو والبر والبحر".
واعتبر محلل سياسي في تصريح لـ وكالة 2 ديسمبر الإخبارية، تنازل زعيم المليشيا عن ميناء الحديدة وقبوله الإشراف الأممي عليه إقرار بفشل قواته في مواجهة قوات المقاومة المشتركة في معركة الحديدة.
ولفت إلى أن زعيم المليشيات بدا خلال خطابه مهزوما ومأزوماً، وأثبت أنه في موقف صعب حاول خلاله المناورة والمراوغة وتبرير تراجع عناصره والخسائر الهائلة التي تعرضت لها خلال معركة الحديدة.
وأشار إلى أن ادعاءه "ثبات مقاتليه" أمام واقع هزائم مليشياته ليس إلا محاولة يائسة لتغطية لعمالته وخدمته للمطامع الإيرانية التوسعية في المنطقة.