الحرب ليست المشكلة ، بل العقول الهمجية هي المشكلة ، القتل ليس أول مشكلة في هذا العالم بل كيفية القتل ونوعية الضحية هي المشكلة ، بت أخشى من الانحراف الكبير للقيم في البلاد ، فالحرب هي هي من قبل ومن بعد ، لكن بدأت تنحني لتطال ثيمات مقدسة ، النساء مثلا ، فما أشد الحرب عندما تتخطى المقدسات الاجتماعية.
 
النساء مكرمات ، أعلى من الخصومة ، ومن الحروب ، والثارات ، ومن تفاصيل الهمجية الرجولية ولنا في حكايا العرب عبرة ، وبعد سنوات من الحرب بين بكر وتغلب خاضوا معركة واحدة لاسترداد ابنة سالم الزير من القبيلة التي استغلت عجز والدها وسبتها منه بكومة من الجلد ، لأن الشرف غالٍ ، لا أشرف منهن ، ومن تخلى عن كرامة نسوته تخلى عن نفسه ، وكرامته ، ففي الأمر انحراف بالمعايير والمثل. 
 
مذ مقتل أصيلة الدودحي ، إلى قتل المليشيات بالقصف سجينات تعز في السجن المركزي إلى القتل البشع الذي طال جهاد الأصبحي إلى كفاية سعيد التي قتلت بالأمس برصاص مشرف حوثي في ذمار ، وقد أمست البلاد في أتون تشريع جديد يجاهر بالقتل للنساء ، كما جاهر بسجنهن فزابن مسؤول الاختطاف لدى المليشيات أوشك على مرأى بتحطيم الرقم القياسي للاعتداء على النساء والتعرض لشرفهن في سجون الحوثي وكثرت حكايات الحرائر في قبضته ، إهانة. 
 
لم تعد هناك حواجز ، شرف اليمني على المحك مع تنامي شهوة المليشيا للإطاحة بكامل مروءة القبيلة ، الهدف واضح ، يريدون نزع الوشاح الأخير الذي يتوشحه المقاتل اليمني ، فإن لم تقرح البنادق لأجل النساء يطمئن آنذاك الحوثي أن لا أحد سيقف بوجهه ، مجرد اختبار لكم ولجرأة اليمنيين في الوقوف بوجه الكهف ، قتل النساء مجرد قياس نبض لقلب اليمني ومدى جديته في القول لا صوتا وبندقية ، فمن لن يقف بوجهه من أجل نسوته لن يقف أبداً. 
 
وعلى ذكرهن ، القتل الحالي بترصد ، في أحايين كثيرة يمتن النساء كغلطات حرب ، لكن سجنهن ليس غلطة ، الاعتداء الجسدي ليس خطأً ، وقتل عشرات النساء وآخرهن أصيلة وكفاية كان بسيناريو همجي للإطاحة بالقيمة الأخيرة وقتل روح الرجل ، تخيل ماذا بعد أن تعجز عن الدفاع عن زوجتك ؟ لا أمل لأن تنزعج على شيء آخر!
 
لذا عندما يدجنك الحوثي ، مثلما نمر في قفص طفق يأكل الحشائش من شدة الجوع سوف تتعالى إهانات المليشيات ، سيحدث وأن تجده في بيتك ، ولقد حدثت مع شخصية اعتبارية ، وهو من مؤيدي الحوثي ، عاد ذات يوم وأحد مشرفي الجماعة في بيته ، مشادة صغيرة كانت حيلته للاعتراض ، مشادة فقط ، منعه خوفه من قتله ، من مسح عار الفضيحة ، ولا نريد للقبائل ذات وقت أن تذوق مثل هذه الفضيحة.
 
فكروا فقط ، ثمة حدود كانت ويجب أن تبقى مصانة ، فالإنسان الذي تخلى عن جمهوريته وسلامه وأمنه وقوت يومه وترك لهم أبسط حقوقه وكان الراتب فقط كافيا لانتفاضة ضد الكهف إن لم يهدم الكهف وقد داس العتبة الأخيرة لبيته فليدفن نفسه أولى من حياته .
مذ مقتل أصيلة الدودحي ، إلى قتل المليشيات بالقصف سجينات تعز في السجن المركزي إلى القتل البشع الذي طال جهاد الأصبحي إلى كفاية سعيد التي قتلت بالأمس برصاص مشرف حوثي في ذمار ، وقد أمست البلاد في أتون تشريع جديد يجاهر بالقتل للنساء  كما جاهر بسجنهن.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية