عزز تقرير البحث الجنائي عن جريمة قتل الشهيدة جهاد الأصبحي في محافظة البيضاء قناعة اليمنيين بأن مليشيات الحوثي الكهنوتية انسلخت عن كل مايربطها باليمنيين وقيمهم وأعرافهم وأسلافهم وظهرت حقيقة هذه العصابة الإرهابية فكرا وسلوكا.
 
التقرير كشف أن الشهيدة قتلت من مسافة قريبة وليس في إطلاق نار من الخارج أي أن عملية القتل تمت بشكل مباشر وبعلم قاتليها بأنها امرأة وأن الجريمة مستوفية كل أركانها قانونيا، وهمجية المليشيات ماثلة في هذه الجريمة ولا يمكنهم الإنكار أو الهروب من تحمل تبعات هكذا عمل إجرامي جبان.
 
لاتسمح أعراف اليمنيين القبلية والإنسانية قتل المرأة والطفل والشيخ المسن مهما كانت المبررات غير أن مليشيات الحوثي لم تعد تملك ولو مثقال ذرة من الأخلاق والقيم،لم يحدث في تاريخ اليمنيين أن هاجمت قوة عسكرية بأطقم ومدرعات منزلا لتقتل امرأة وتنهب بيتها.
 
قتلت المليشيات قبل أيام وجرحت أكثر من عشر نساء في استهداف للسجن المركزي بتعز في حين يواصل قناصوها ارتكاب جرائم قنص النساء والأطفال داخل منازلهم في تعز، ووصل التوحش الحوثي إلى تصفية امرأة واقتحام منزلها ونهبه في البيضاء ضمن سلسلة جرائم هذه العصابة بحق حرائر اليمن.
 
قبائل البيضاء التي تداعت إلى موقف موحد ضد هذه الجريمة لا يهمها  حسابات القوة والإمكانات بل هي تعتبر رفضها لهذه الجريمة والانتهاك للعرض معركة الحق ضد الباطل وأن رفض الخنوع وعدم القبول بالجرائم الحوثية موقف أعراف وأسلاف اليمنيين وانتصار للعرض والكرامة مهما كان ثمن الرفض.
 
المليشيات رفضت تسليم المجرمين الذين ارتكبوا الجريمة وهذا الموقف من زعيم عصابة الكهنوت الحوثية عبد الملك الحوثي تأكيد على أنه موافق ويتبنى هذه الجريمة ويقر بصواب ارتكابها من قبل أحد قيادات عصابته التي عاثت فسادا وإجراما وتدميرا في البلاد منذ أول حروب التمرد في صعدة. 
 
لو كان زعيم عصابة الكهنوت رافضا لجريمة قتل جهاد الأصبحي ابنة البيضاء الشهيدة لكان وجه بمحاكمة عاجلة وتنفيذ حكم الله بالمجرمين دون تردد كما تفعل مليشياته حين تنفذ أحكام الإعدام جزافا في حق اليمنيين حين يكونون من خارج عصابته غير أن زعيم وأفرد العصابة ذو منهج وعقيدة إجرامية وعنصرية واحدة لا اختلاف بينهم.
 
زعامة الباطل هي من تشرع بسكوتها، وتحريضها بشكل مباشر وغير مباشر، لكل الجرائم لأفراد العصابة ولا يمكن فصل أي جريمة يرتكبها احد أفراد العصابة الكهنوتية عن موقف زعيمها وليس غريبا على اليمنيين إدراك هذا التماهي بين زعيم العصابة الحوثية وماترتكبها قياداته على الأرض من جرائم وانتهاكات بحق اليمنيين بمختلف شرائحهم ومناطقهم.
 
نزعت جهاد الأصبحي رداء التقوي الذي يحاول زعيم مليشيات الحوثي التستر به خصوصا هذه الأيام حيث يطل واعظا في أيام شهر رمضان،لا يحق لمن يقتل امرأة في بيتها أن يتحدث بمنطق الواعظين وإن تحدث لن تصل كلماته أبعد من شحمة أذنه.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية