ذات يومٍ وقف قائدٌ يتعاهد مع جنده ليمضوا في معركة وطنية خالصة، كانت الإمكانات من أجلها ليست كما يرام والمقاتلون لا زالوا في بعض كتائب، لكن العزائم كانت كبيرة والنوايا صادقة؛ وبضغطة زنادٍ وانطلاق رصاصة أعلنت لحظة الانطلاق ليبدأ معها إعلان حضور (المقاومة الوطنية حراس الجمهورية) في معركة الخلاص الوطني.
 
انطلق الجنود بأمر قائدهم العميد طارق محمد عبدالله صالح، وكان الهدف الأول أمامهم مفرق المخا، وهذا الاختبار الأولي الذي كان محل أنظار اليمنيين والعالم لمقاومة وليدة من رحم الجيش، أُنجز في الظرف الذي خطط له واستطاع المقاتلون الأشاوس إحراز نصرهم الأول بكل نجاح، لتسجل المليشيا الحوثية يومها أولى الهزائم التي تلقتها من حراس الجمهورية، ولن تكون الأخيرة.
 
كان يوم الانطلاق لحظة تاريخية أحيت آمال اليمنيين بالنصر المبين على مليشيا إيران الكهنوتية، ولم يخيب حراس الجمهورية آنذاك تلك الآمال التي تعلقت بهم ليكونوا جنود النصر ومقاتلي الجمهورية المخلصين، والسواعد التي ستعود على أكفها ومعها سواعد كل المقاتلين الوطنيين جمهوريةُ الشعب.
 
لقد مر من ذلك اليوم ال 19 من أبريل، عامان، وخلال تلك الفترة أنجزت انتصارات كبيرة حققها مقاتلو القوات المشتركة متشاركين في جبهة الساحل الغربي، وهنالك في كل موضع محرر في الساحل ذاقت المليشيا هزائم نكراء ستظل مخلدةً تسرد قصة نضال في وجه أسوأ مليشيا يعرفها اليمن السعيد.
 
لم تكن التوقعات تظن أن تصل الجحافل من قوات المقاومة الوطنية ومعهم أسود تهامة ورجال العمالقة إلى مدينة الحديدة بتلك السرعة، لكن ما يصنع على الأرض من تضحيات جسام صنع كل ما لم يكن في الحسبان، واختار المقاتلون الذين استعادوا مفرق المخا طريقهم نحو الحديدة التي وصلوا إلى قلبها واقتربوا من مينائها، وقريبا يستكملون تحريرها، ثم الهدف صنعاء.
 
لقد أبلى حراس الجمهورية بحنكة قائدهم وخبرتهم في القتال كونهم وجدوا من رحم الجيش الذي دمرته المليشيا الكهنوتية بلاء حسنا، وبعد أن كانوا لواء أو لوائين تجاوزوا العشرة ألوية وصارت شكيمتهم أقوى وقدرتهم في النصر أعلى، وبصيرتهم في الحرب أجود، وهذه العوامل الناجزة على صعيد الحرب جعلتهم صناعًا للخلود في كل جبهة نزلوا فيها ناصرين منتصرين.
 
يوجه القائد في كل خطاب يلقيه على المقاتلين بضرورة التلاحم والعمل بروح الفريق الواحد، ويفضل دائما أن يكون المقاتلون خليطا من كل أنحاء الجمهورية، ليمثلوا أسرة يمنية حرة تقاتل من أجل اليمن من أقصاه إلى أقصاه، ولا يمثلون أية جهة إلا الجمهورية التي يقاتلون من أجل استعادتها ووأد مشروع الكهنوت والإمامة.
 
إنها ذكرى تتجدد لتجدد العزم في قلوب الأشاوس، وتجدد العهد بين القائد والجنود على السير في الطريق الذي اختير قبل عامين، طريق الكفاح في وجه الكهنوت حتى استعادة اليمن من مخالبه، دون عداء لأحد أو خوص معارك جانبية يؤكد القائد دائما أنها لم تكن ولن تكون المقاومة الوطنية طرفا فيها، كون الهدف الذي جاءت من أجله، هو هدف ثابت لا تغيره ظروف الزمان ولا المكان.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية