عند كل صباحٍ من صباحات ريف حيس جنوب الحديدة، كان الطفل محمد زهير يحزم أمتعته ويقبض عصاه، ويتكل في الوادي ليهش غنمه ويرعاها، يقضي وقته متنقلا بين الشعاب حيث ما وجدت غنمه العشب لترعى.
 
إحدى الصباحات تلك كانت سوداء تضمرُ سوءا لمحمد الذي لم يكن على علم بما قد أعد له من قبل مليشيا الحوثي، التي ارتقبته حتى استوضحت جسده من مناطق سيطرتها، وصار هدفًا سهلا لنيرانها، وليست أية نيران من تلك التي عهدت بها المليشيا القتل.
 
لم يرق لمسلحي المليشيا الكهنوتية المدعومة من إيران أن يرتكبوا جريرتهم كما يحدث في العادة، رصاص يصوب عمدا نحو الأبرياء بهدف قتلهم، بل قررت المليشيا أن تقضي على حياة محمد بقذيفة تسدد نحوه مباشرة لتضمن مقتله بلا شك.
 
حالت الأقدار بين إرادة الله وإردة المليشيا، وببعض الخطى التي تحركها محمد مع اندفاع القذيفة نحوه خرج عن مكان نقطة الاستهداف المباشر، لكن الخطر ظل يلاحقه إلى حين سقوط القذيفة التي أشعلت النار في كومة قش جواره.
 
أدت النيران المرتفعة ألسنتها اإلى احتراق جسد الطفل البريء، ورسمت على وجهه خارطة سوداء لا زالت حتى اليوم تحاذي عينه اليسرى، كعلامة توضح شرور المليشيا الإرهابية، بينما توزعت الجروح في أنحاء متفرقة من جسده ولا يزال يعاني منها حتى اليوم.
 
يؤكد محمد متحدثا لـ "2 ديسمبر" أن المليشيا الحوثية استهدفته بالقذيفة، وأن أهالي القرية سمعوا صراخه عندما اضطرمت النار في جسده فانهالوا إلى مسرح الجريمة لإسعافه، ومن يومها كتبت له حياة جديدة يتعافى منها تدريجيا.
 
هذه القسوة الوحشية للحوثيين ضد طفل بريء والتي يجرمها القانون الدولي الإنساني والدين والقيم والأخلاق والأعراف، سبق وأن طالت عشرات الأطفال في مديرية حيس، حيث باتوا أكثر الضحايا نتاج القصف والاستهداف والقنص الممنهج لمليشيا الحوثي على حيس.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية