أكدت دراسة اقتصادية حديثة تراجع إنتاج اليمن السمكي إلى النصف خلال الأعوام الخمسة الماضية، بسبب ألغام ميليشيا الحوثي التي زرعتها في مراكز الإنزال السمكي، وفي المياه الإقليمية اليمنية والدولية، على طول سـواحل البحر الأحمر مـن الحديدة إلى عدن، وتشريدها للصيادين، والمتاجرة بالوقود في السوق السوداء.
 
وقالت دراسة "تطوير قطاع الأسماك في اليمن" حصلت "وكالة 2 ديسمبر" على نسخة منها، إن نقـص الوقـود الـذي عانـت منـه البلـد أثـر بشــكل منتظــم علــى عمــل الصياديــن، إذ أدى إلــى ارتفــاع التكاليــف اللازمة لتشــغيل قواربهــم.
 
ومنذ انقلاب ميليشيا الحوثي على الدولة بقوة السلاح، أواخر 2014، اتخذت من المشتقات النفطية تجارة رابحة، وتعمل على إخفائها بشكل دوري من السوق وتخلق الأزمات، وتدعم السوق السوداء.
 
وارتفعت أسعار الوقود بشكل دراماتيكي، وكان التأثير على المزارعين والصيادين وقطاع النقل والمنشآت الصغيرة وقطاع الخدمات والاقتصاد شديداً.
 
وأضافت الدراسة، هُجر العديد مـن الصيادين من المجتمعات السـاحلية، عندما اجتاحت ميليشيا الحوثي مناطقهم، وخسروا مصدر رزقهم، مشيرةً إلى أن الصيادين الذين لم يهجـروا وظلوا فــي مناطقهـم، لـم يتمكنـوا من ممارســة عملهم بانتظام بسبب ألغام وقذائف الميليشيا الحوثية.
 
وكان النهج التدميري للميليشيا، سواءً عبر تفخيخ السواحل بالألغام البحرية أو منع الصيادين من الاصطياد وتدمير قواربهم، قد فرض واقعاً مأساوياً على الصيادين، ودفع بهم إلى حافة المجاعة.
 
واتخذت الميليشيا المدعومة من إيران، سبل عيش السكان في المناطق الخاضعة لها في محافظة الحديدة، أدوات لإجبار المواطنين الانصياع والاستسلام لها، والمشاركة في القتال وعملياتها الإرهابية ضد الشعب اليمني.
 
ويؤكد أحد الصيادين في مدينة الحديدة لـ" وكالة 2 ديسمبر" أن غالبية الصيادين تركوا مهنة الاصطياد، بسبب الألغام الحوثية المنتشرة في البحر وفي مراكز الإنزال السمكي، والتي راح ضحيتها المئات من الناس، ما ولد المخاوف لدى الصيادين، كما أن ارتفاع أسعار الديزل جعلت عملية الاصطياد مُكلفة.
 
وبحسـب أحـدث بيانـات متوفـرة مـن وزارة الثـروة السـمكية، هنـاك حوالـي ٩٠ ألـف صيـاد مرخـص فـي البلاد، ويبلــغ عـدد القــوى العاملة في أنشطة الصيد، والأنشطة ذات الصلة بالصـيد حوالي 500 ألف شخص يعيلون أكثر من  3.5 مليون نسمة.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية