في فبراير الماضي كشفت الفرق الهندسية للقوات المشتركة عن حقل ألغام لمليشيا الحوثي في حي المسنا القريب من منشأة مطاحن البحر الأحمر شرق مدينة الحديدة، يمتد على مسافة 500 متر داخل الحي السكني الذي يعج بالمدنيين، كان ذلك الحقل ثالث حقل ألغام من نوعه يتم اكتشافه وتفكيكه هناك.
 
حقول الألغام التي تحاصر سكان المسنا أحدثت كوارث إنسانية فظيعة إلى درجة أن جميع أهالي الحي لديهم ضحايا نتيجة ألغام مليشيا الحوثي، ثمة من قتل أحد أقاربه أو أعيق، والبعض خسروا أكثر من فرد من أقاربهم في الحقول الملغومة.
 
بمنتهى الحذر وبمعية السكان الذين شقوا طرقا خاصة لتحركاتهم بعيدا عن الألغام، زار فريق من وكالة "2ديسمبر" الحي المنكوب لتوثيق حالة الحياة عن قرب، فأغلب سكانه غادروه ولم يعودوا إليه حتى اليوم، ومن عادوا من مناطق سيطرة المليشيا تسللوا خلسة إلى منازلهم حتى لا يقتلهم الحوثيون قنصًا.
 
الشاب علي كان أحد من تسللوا للعودة إلى منزله بعد التحرير لكنه وصل إلى منطقة أشباح تكاد الرمال تطمر ما تبقى من المنازل في الحي، وهنالك ايضا عشرات المنازل تدمرت من جراء القصف اليومي، عوضا عن منازل القش المحترقة في أرجاء الحي الملغوم.
 
فقد علي أربعة من أقاربه بالألغام الحوثية، وبعض من التقيناهم في الحي خسروا أقرباء أكثر من علي الذي تتعلق طفلة على صدره قال لنا إنها يتيمة استشهد والدها بأحد ألغام مليشيا الحوثي عند إحدى الطرق الفرعية بمدخل الحي وهو المتكفل برعايتها اليوم.
 
شوهدت على الطرق التي كان المدنيون يتحركون عبرها، سيارات نقل مدنية مدمرة ومعطوبة، بعضها قتل فيها أكثر من 7 أشخاص دفعة واحدة عند تعرضها لانفجار ألغام مضادة للعربات حولتها إلى قطع من الحديد المختلط بأشلاء ودماء الضحايا، وثمة الكثير من الدراجات النارية التي لاقت المصير نفسه.
 
حي المسنا يكاد يكون أكثر المناطق المنكوبة من ألغام مليشيا الحوثي في المدخل الشرقي لمدينة الحديدة، على الرغم من العمل الشاق للفرق الهندسية التي تسابق الزمن لنزع حقول الألغام منه إلا أن كميات الألغام مهولة ومزروعة بشكل عشوائي وتحتاج مزيداً من الوقت والجهد، ونسأل الله ألا يصاحبهما الكثير من الضحايا.

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية