في الوقت الذي يعكس فيه طابور المتسوّلين بشوارع صنعاء، وباقي مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، واقعاً معيشياً مخيفاً، استهدفت الميليشيا المتسولين الضعفاء والعاجزين، بفرض ضرائب عليهم، في سابقة لم تحدث في أي دولة بالعالم من قبل.
 
وقال مصدر مقرب من ميليشيا الحوثي، وكيل إيران في اليمن، لـ "وكالة 2 ديسمبر" إن الميليشيا فرضت ضرائب على المتسولين، في العاصمة صنعاء، ومناطق سيطرتها، في تطور رهيب لنظامها الجبائي.
 
وأكد المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه أن ميليشيا الحوثي جمعت معلومات عن المتسولين، وذويهم، وخيرت أسر المتسولين بين أمرين: إما دفع ضرائب لقاء ممارسة مهنة التسول أو السجن لمن تجدهم يتسولون ولم يدفعوا الضريبية.
 
وأضاف، خطوة ميليشيا الحوثي لجمع ضرائب من المتسولين، الذين أجبرهم الجوع والمرض والإعاقة على مد أيديهم للناس، كانت غير متوقعة، ولا يخطر على بال رجل عاقل أن يصل جبروتها وظلمها إلى هذا الحد.
 
عمدت ميليشيا الحوثي الانقلابية إلى إفقار المواطنين بشكل متعمد بإيقافها للرواتب، ونهبها موارد البلاد، وتوجيه الأموال إلى إثراء أفرادها، وتمويل موازنتها العسكرية لقتل اليمنيين، ما تسبب بتوسع دائرة الفقر المدقع إلى 79 في المائة من السكان، مقارنة بنسبة 49٪ في عام 2017.
 
ظاهرة التسول ارتفعت في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي، بسبب الفقر الذي أنتجته، وغياب فرص العمل، وانقطاع سبل العيش وعدم القدرة على الوصول إلى الخدمات العامة الأساسية.
 
كثيرون ممن باتوا اليوم يمدون أيديهم للناس من موظفي الدولة لكن الحاجة وغياب فرص العمل أجبرتهم على ذلك، وتؤكد إحصائية صادرة عن مركز دراسات البحوث اليمنية في 2017، أن عدد المتسولين في اليمن ارتفع بشكل مخيف ليصل إلى أكثر من مليون ونصف المليون متسول ومتسولة، خصوصاً في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، التي قدر أكاديميون مختصون بقضايا السكان، أن أعداد المتسولين فيها، حتى مايو من العام الماضي، أكثر من 200 ألف متسول سواء أكانوا ذكوراً أو إناثاً من مختلف الأعمار.
 
ولا تقتصر ظاهرة التسول - بحسب المختصين - على شريحة كبار السن الذين يمكن أن يتعاطف الناس معهم، فالأطفال والنساء انضموا أيضا إلى طابور كبير من المتسولين الذين تمتلئ بهم شوارع ومدن سيطرة الميليشيا الحوثية الانقلابية.
 
إلى جانب النزوح الجماعي، ووقف صرف الرواتب، وارتفاع أسعار الغذاء والوقود، وتوقف الخدمات الرئيسية، وتفشي الأوبئة والأمراض؛ تمنع ميليشيا الحوثي وصول الغذاء والدواء للمحتاجين، ولا تمنح الموافقة لتنفيذ نصف مشاريع المساعدة المنقذة للحياة، وفقاً لآخر تحديث للأمم المتحدة.  
 
وتصف الأمم المتحدة اليمن بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، وهناك حاجة ملحة لـ 14 مليون شخص، 10 ملايين شخص آخر يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية أو الحماية، ويعاني 3.2 مليون يمني من سوء التغذية الحاد، بمن فيهم 2 مليون طفل دون سن الخامسة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية