حجم المآسي التي يحملها النازحون في منطقة الحيمة بالتحيتا، أكبر من أن توصف، فالنازحون الذين يتجمعون في مخيمات النزوح بالمنطقة، كلهم تعرضوا للمظالم والأعمال اللا إنسانية من قبل مليشيا الحوثي قبل نزوحهم، فتجمعوا في المهجر القسري بتشابه قصصهم وأحوالهم.
 
إحدى الأسر التي تقطن الحيمة اليوم، هي من أوائل الأسر التي استوطنت البلدة بعد طردها من قبل مليشيا الحوثي التي قتلت رب الأسرة في حادثة مختلفة عن حوادث الجريمة التي تمارسها المليشيا عادة ضد المدنيين. 
 
كان والدُ الطفلِ حسان يأخذ ابنه في رحلة إلى الطبيب لمداواته من الكوليرا، وفي الطريق صدم طقمٌ قتالي للحوثيين الدراجة النارية التي كان يستقلها الأب وابنه، قتل الأب نتيجة ارتطام جسده على الأرض، وتعرض حسان لإصابات ورضوض في جسده.
 
يقول حسان متحدثا ل"2ديسمبر" إن مليشيا الحوثي وبدلاً من أن تأخذه إلى المستشفى، أخذته عنوة إلى المنزل بما يحمل من إصابة، رافضة إسعافه، وحُمل معه في صندوق العربة العسكرية جثمان الأب القتيل، تركوه أمام المنزل وغادروا. 
 
لم يكن المشهد ذاك سهلا أمام أم حسان، التي انهارت قواها وهي تسمع ابنها يصرخ بكاءً، وترى زوجها جثمانا هامدا غادرته الروح، وفي ذات الوقت تلاحظ القتلة أمامها ولا تستطيع فعل شيء، سقطت أرضا مغمى عليها لهول ما حدث عندما فقدت القدرة على الصمود.
 
تعيش الأسرة اليوم منكوبةً كما آلاف الأسر في الساحل الغربي، بعد أن فقدت عائلها الوحيد، لكن حسان لا يزال يحفظ تلك الوجوه التي قتلت أبيه ظلمًا وعدوانًا، ولا يمكن له أن ينساها. كما يقول.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية