21 ألف خرق و2400 ضحية مدنية.. بكائية غريفيث وإهدار عصابة الحوثي طوق "ستوكهولم"
تقلصت مساحات التفاؤل لدى اليمنيين إلى أدنى مستوياتها، مع مرور عام وثلاثة أشهر كاملة على إعلان اتفاقية السويد، التي رعتها الأمم المتحدة بين الحكومة اليمنية ومليشيا الحوثي المدعومة من إيران، دون تحقيق أي تقدم على الأرض سواء في ملف الحديدة أو المعتقلين أو حصار تعز.
لم يكن كثير من المراقبين والمحللين السياسيين في حاجة لتلك المدة الطويلة من أجل الحكم على الاتفاق بالفشل الذريع، فمؤشرات البدايات وحتى أمس بقنص المليشيا الحوثية ضابط ارتباط بلجنة الرقابة المشتركة كشفت جلياً بأنه لن يكون أكثر من مجرد حبر على ورق.
لكن رقعة الخيبة أخذت بالاتساع شيئاً فشيئاً، لتبلغ أقصى مدى في أعقاب إحاطة أخيرة قدمها المبعوث الأممي مارتن جريفيث لمجلس الأمن الدولي مساء اليوم، ظهر فيها متماهيا كما السابق مع الحوثيين ومسوقا للوهم بشكل مفضوح في مسار اتفاق السويد الميت سريريا منذ توقيعه ودونما إدانة لجرائم الحوثيين وانتهاكاتهم تحت مظلة اتفاق ستوكهولم وليس آخرها استهداف ضابط ارتباط بما يمثله من استهداف للأمم المتحدة ذاتها.
ومنذ الإعلان عن اتفاق ستوكهولم، منتصف ديسمبر/كانون الأول العام 2018، دأبت مليشيا الحوثي على إفشال جميع بنود الاتفاق عبر سلسلة من الخروقات ورفضها الالتزام بتعهداتها.
وحيال تلك الخروقات تعاملت الأمم المتحدة بسلبية مريبة، مكتفية بـ"التحسر" فقط على ما تسميه "الفرص المهدرة لتحقيق السلام".
ويرى مراقبون أن إحراز أي تقدم ملموس في بنود اتفاقية السويد يبدو مستحيلاً في ظل التعنت الحوثي واستمراء سياسات التملص من الاتفاقات واستحقاقات السلام، ولا مجال لإنهاء عبث هذه العصابة وإنهاء معاناة ملايين التهاميين واليمنيين، الذين تستغل المليشيا ميناء الحديدة والساحل الغربي في مفاقمة معاناتهم، إلا باستكمال تحرير الحديدة ووصولا إلى تحرير كل اليمن مهما اشتدت وتنوعت الضغوط ومحاولات إنقاذ المليشيا الحوثية من الانهيار الكبير.
وأشاروا إلى أن وقف إطلاق النار "الهش" منذ البداية كان موجودا فقط على الورق، لكن على الواقع خلاف ذلك، فالحوثيون لم يتوقفوا عن زراعة الألغام وحفر الأنفاق وقصف مواقع القوات المشتركة واستهداف المدنيين فضلا عن استهداف نقاط فرق الرقابة وضباط الارتباط المشتركة مع الأمم المتحدة.
ولفت المراقبون إلى أن اتفاقية السويد لم توقف قتل المدنيين الذين تستهدفهم المليشيا في الحديدة بشكل شبه يومي، ولكنها نجحت فقط في وقف تقدم القوات المشتركة، نتيجة الضغوط الكبيرة التي مارستها الأمم المتحدة.
ووفق إحصائية رسمية، فقد بلغ عدد الانتهاكات الحوثية لاتفاق ستوكهولم في الحديدة خلال عام وثلاثة أشهر قرابة 21 ألف خرق، منها 16 ألفاً و640 خرقاً السنة الفائتة، فيما بلغت الخروقات خلال الشهر الماضي لهذا العام 3860 خرقاً، خلفت وراءها أكثر من 2400 قتيل وجريح من المدنيين.