إيران أمام كارثة اقتصادية أوسع الأسابيع المقبلة
تواجه إيران منذ بداية العام 2020 أكبر أزمة في تاريخها ستظهر تبعاتها جلية أكثر مع انهيار أسعار النفط هذا الأسبوع في ظل عجزها عن رفع انتاجها بسبب العقوبات الأميركية التي شلت حوالى ربع منصات الحفر لديها، علاوة عن تصدرها تصنيف الدول الأكثر تضررا من تفشي فيروس كورونا بعد الصين مصدر الوباء الذي أثار ذعر دول العالم.
ونشرت رويترز وثائق مالية جاء فيها إن ربع منصات الحفر النفطي في إيران أصبح معطلا عن العمل بفعل العقوبات الأميركية الخانقة على صناعة النفط في البلاد التي تسعى واشنطن لتصفير عائداتها فيه في الأجل الطويل.
ومن المحتمل أن يضر تراجع نشاط الحفر بقدرة إيران عضو منظمة أوبك على إنتاج النفط من الحقول الأقدم والذي يستلزم مواصلة الضخ للحفاظ على مستوى الضغط والإنتاج.
وسيجعل ذلك من الصعب على إيران زيادة الإنتاج إلى مستواه قبل العقوبات إذا خفت حدة التوتر مع الولايات المتحدة.
وأدى الهبوط الشديد في الإنتاج والصادرات إلى اشتداد الركود في البلاد وأعاق مصدر الدخل الرئيسي. كما تسبب تراجع النشاط في الاستغناء عن أعداد كبيرة من العاملين بقطاع النفط الإيراني.والاثنين.
وتراجعت أسعار النفط بأكثر من 30 بالمئة في الأسواق الدولية بعد أن رفضت روسيا مقترحا جديدا لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بشأن تعميق وتمديد اتفاق خفض الإنتاج حتى نهاية 2020.
وردا على ذلك خفضت الرياض أسعار النفط لشهر أبريل القادم، وأعلنت شركة أرامكو عملاق النفط السعودي اليوم الثلاثاء عن رفع إمداداتها إلى 12.3 مليون برميل يوميا الشهر المقبل، ما اضطر موسكو للتراجع وإعادة الحديث عن إمكانية التوصل إلى اتفاق مع أوبك، مشيرة إلى أن "الباب لا يزال مفتوحا" للتعاون مستقبلا على تمديد خفض الإنتاج.
وفي وقت لاحق ناقش الرئيس الأميركي دونالد ترامب "أسواق الطاقة العالمية" مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وفق ما أعلن البيت الأبيض.
وأفاد بيان البيت الأبيض الثلاثاء أن ترامب تحدّث مع الأمير محمد الاثنين قائلا "ناقش الرئيس وولي العهد أسواق الطاقة العالمية وغيرها من المسائل الإقليمية والثنائية المهمة".
ومن شأن الانخفاض الشديد في أسعار النفط حتى الآن خلال العام الجاري، لأسباب منها أثر انتشار فيروس كورونا على الطلب العالمي، أن يفاقم أوجاع الاقتصاد الوطني الذي يعاني أيضا من كون إيران واحدا من أكبر مراكز انتشار المرض خارج الصين.
وحسب تقرير سابق لوكالة الطاقة الدولية تراجع إنتاج طهران من النفط الخام خلال أغسطس/آب الماضي لأدنى مستوى منذ ثلاثين عاما، تحت ضغوط العقوبات الأميركية.
وكان عدد المنصات الإيرانية المعطلة عن العمل 5 في 2017 و4 في 2016.
وتملك ثاني أكبر شركة حفر إيرانية، حفر الشمال وهي شركة خاصة، 12 منصة و3 منها لا تعمل.
أما المنصات الباقية وعددها 75 منصة فتملكها شركات صغيرة. ويصعب التحقق من وضع كل المنصات المملوكة للقطاع الخاص في إيران غير أن مصدرين بالصناعة قالا إن 20 من هذه المنصات معطلة عن العمل.
غير أن مسؤولا نفطيا قال لوكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء في 2019 إن حوالي 85 في المئة من المنصات التي تملكها إيران تحتاج لصيانة وإصلاح.
ويشير ذلك إلى أن عدد المنصات العاطلة سيواصل الارتفاع على الأرجح.
ووصف وزير النفط الإيراني بيجن زنكنه انهيار تكتل "أوبك+" الجمعة بأنه الأسوأ في تاريخ منظمة الدول المصدرة للنفط قائلا إنه بعد فشل الاتفاق "الجميع سيتضررون".