تعددت أساليب مليشيا الحوثي، في جلب صغار السن إلى جبهات الموت، من بينها استقطابهم، بما يشبه الاختطاف، دون علم ذويهم، وهذا ما تؤكده إحدى الحكايات الواردة من صنعاء، من بين أخرى كثيرة يرويها قاطنون في مناطق سيطرة الحوثيين.
 
في حادثة جديدة يقول أحد سكان صنعاء إن قريبه البالغ من العمر 17 عاما، اختفى منذ شهر، فأبلغوا قسم الشرطة في حيهم، غير محاولات البحث المستمرة عبر معارفهم.
 
يقول صاحب القصة، الذي تجنب ذكر اسمه لأسباب أمنية، إنهم بعد بحث مضني تفاجأوا بعاقل الحارة يبلغهم بعدم القلق على ولدهم لأنه " موجود في رعاية السيد"، وهو اللقب الذي تطلقه عناصر المليشيا على زعيمها الكاهن عبدالملك الحوثي. 
 
ويضيف لـ "وكالة 2 ديسمبر" أن العاقل قال له "حسب تواصلي بالمشرف العام يدرس دورة ثقافية إيمانية في سفيان وسيعود في هذا الأسبوع".
 
مؤخرا تلقى مصدر القصة بلاغا من عاقل الحارة يفيده أن قريبهم " موجود وعلينا التوجه إلى نقطة أمنية حوثية على أحد مداخل صنعاء".
 
يتابع "تحركنا ووصلنا ووجدنا طربال أزرق بداخله نص جثة متفحمة رائحتها كريهة عرفنا إنه قريبي من الفنيلة التي يرتديها".
 
وحسب ما ذكر المصدر فإن قريبه قتل بمنطقة الغيل التابعة لمحافظة الجوف، في الليلة نفسها التي أخذوه فيها من الحارة وظلت جثته مرمية على الأرض، مضيفا أن المليشيا تحتجز جثث قتلى آخرين، وتبلغ أهاليهم أنهم في "دورات ثقافية إيمانية وفي رعاية السيد".
 
شخص آخر تمكن من خلال علاقاته بقيادات حوثية من لحاق ابنه، قبل شهور، نحو ذمار ليعيده إلى صنعاء، بعد أن استدرجه حوثيون للذهاب معهم للقتال في جبهة الضالع.
 
وثالث رجع إلى والدته أشلاء، في نفس اليوم الذي تسلل فيها من المنزل مؤكدا لأمه في الليلة السابقة عندما رأته يجمع بعض ملابسه أنه سيأخذها صباحا إلى المغسلة.
 
وتشير مصادر إلى أن المليشيا الحوثية تؤكد على الصغار خلال دوراتها الطائفية "الثقافية" ضرورة استقطاب من هم في سنهم من أصدقائهم وأقربائهم وجيرانهم، للجهاد "في سبيل الله"، وأن الجهاد واجب ديني مقدم في هذه الظروف على الواجبات الأخرى بما فيها طاعة الوالدين، ما يعني عدم الحاجة للاستئذان من الأهل للانضمام إلى صفوف "المجاهدين".
 
وكانت وكالتنا نشرت قبل أيام شكاوى أمهات من اختطاف المليشيا أبنائهن إلى دوراتها التعبوية الطائفية، وإلى جبهات القتال، وما تعانيه الأمهات من إهانات لدى ترددهن اليومي على مبنى قرب مقر الفرقة الأولى مدرع في العاصمة، للسؤال عن أولادهن.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية