على جانب الطريق كتلة من المعدن غير منتظمة الشكل، بعض المعالم تظهر أنها سيارة، تأكد أنها سيارة نقل من لوحة معدنية بقيت، وعرف فريق "2 ديسمبر" أن تلك السيارة تخفي وراءها إحدى قصص مآسي الساحل الغربي اليمني، بطلها الدائم أدوات الموت الحوثية، وضحاياها، كما هي العادة، مدنيون أبرياء.
 
لغم حوثي كان كافيا لأن تهيم إحدى نساء تهامة على وجهها في الأرض، لا يعلم الأهالي إليها طريقا، زوجة وأم لم تستطع الصمود أمام فقدانها زوجها وأربعة من أبنائها، ففقدت صوابها وتشتت عقلها ومعه تشتت طرقها. 
 
نزيف الدم المستمر في الساحل الغربي والحديدة، يتجسد كل يوم في مشهد من فصول الجرائم الحوثية، فلا يكاد يمر يوم دون أن يسمع عن جريمة للحوثيين، غالبا ما تكون النتيجة فيها ضحايا من الأبرياء يسقطون قتلى أو جرحى.
 
في إحدى المهمات التي نفذها فريق "2ديسمبر" لوحظ على جانب إحدى الطرق مشهدٌ يجسد واقع الحرب العدوانية التي شنتها المليشيا الحوثية ضد اليمنيين، كانت سيارة مدمرة مكتوب على لوحتها المرورية "اليمن نقل"، فورا تبين أنها مركبة مدنية وقعت في فخاخ المليشيا.
 
 السيارة الرباعية الدفع تتبع علي جمالي، أحد المزارعين من أبناء منطقة الجبلية في التحيتا، كانت ذات يوم تقله مع أربعة من أبنائه 
يدعون أحمد، وعتينة، وسامية، وأمينة، وتتحرك إلى المستشفى بمهمة قصدها الأب لمعاينة الأبناء المرضى وعرضهم على الطبيب.
 
لم تكمل الرحلة تلك مسارها، بمجرد أن وصلت السيارة إلى منعطف رملي انفجر بها لغم أرضي من مخلفات المليشيا، كان كفيلا بقتل جمالي وأبنائه الأربعة وتحول السيارة إلى كومة من الحديد المدمر، لتبقى اليوم أحد أبرز شواهد الجريمة الحوثية في الساحل الغربي.
 
منذ وقوع المجزرة تلك أصيبت زوجة جمالي بحالة نفسية وشردت مجنونة تهيم في الأرض، واليوم لا يعلم الأهل شيئا عن مصيرها، ولديها طفلان ترعاهما جدتهما، وضرتها التي غادرت الجبلية تبحث عن مأمن للصغار.
 
لقد انتهت حياة المزارع الحافلة بالعطاء، قُتل الأبناء، وضاعت الزوجة، وعلى نهج الدمار ذاته، استمر الحوثي يصنع جرائم جديدة، ويتخطف أرواحا بريئة في الساحل التهامي، كل يوم بأسلوب، والنتيجة واحدة دائما "ضحايا مدنيون".

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية