النزوح زيادة حوثية للنساء.. العودة إلى ثلاثية الفقر والجهل والمرض
تدفع المرأة اليمنية فاتورة باهظة جراء الانقلاب الحوثي وممارساته في تجويع الشعب، وتكاد تكون هذه الآثار المدمرة مضاعفة على المرأة.
وتحملت المرأة اليمنية وطأة الحرب التي أشعلتها الميليشيا، ووفقا لصندوق الأمم المتحدة للسكان، أصاب النقص المتزايد للغذاء في اليمن أكثر من مليون امرأة حامل ومرضع بسوء التغذية، ومن المحتمل أن يصاب ما يقدر بنحو 144 ألف امرأة بمضاعفات الولادة.
تتعرض النساء الحوامل المصابات بسوء التغذية لخطر متزايد من الإجهاض والكرب الذي تسببه، بالإضافة إلى فقر الدم وحتى الموت أثناء الولادة.
وقدر صندوق الأمم المتحدة للسكان في آخر تحديث له، حصلت "وكالة 2 ديسمبر" على نسخة منه، أن ستة ملايين من النساء والفتيات اليمنيات في سن الإنجاب (15 إلى 49 سنة) بحاجة إلى الدعم.
وقالت الأمم المتحدة إن حوالي 300 ألف من الأمهات الحوامل والمرضعات والأطفال دون الخامسة من العمر لم يتلقوا مكملات غذائية لأكثر من ستة أشهر لأن الحوثيين "احتجزوا المستفيدين رهينة للطلب" لتخصيص 2٪ من إجمالي قيمة المساعدات لليمن لقيادة ميليشيا الحوثي الانقلابية.
المرأة النازحة أيضاً لها نصيبها من المعاناة، حيث تعاني من عدم الاستقرار نتيجة انتقالها من منزلها إلى بيئة جديدة تقل فيها خدمات المياه والصرف الصحي والعديد من الخدمات الأساسية، وتغيب فيها خصوصية المرأة خاصة أن أغلب تجمعات النزوح تكون من الخيام، الأمر الذي يولد معاناة نفسية واجتماعية واقتصادية وصحية لدى المرأة.
الحرب التي تقودها الميليشيا، وتدخل بعد أيام عامها السادس شردت 4.3 مليون شخص من منازلهم، نصفهم من النساء، 27 في المائة منهم دون سن 18 عاماً، مما يجعلهن أكثر عرضة للعنف وسوء المعاملة، كما تفقد الفتيات النازحات إمكانية الوصول إلى المدارس.
الفقر والجوع الذي جاءت به ميليشيا الحوثي وفرضته على الواقع اليمني، دفع المرأة اليمنية للخروج إلى الشارع لكسب العيش بطرق يرفضها المجتمع اليمني المحافظ.
في العاصمة ومناطق سيطرة الميليشيا الآلاف من النساء يحملن همّ توفير سُبل العيش لأسرهن، وتنتشر عديد من النساء في الأسواق وأمام المساجد والشوارع ومختلف الأماكن العامة، فالبعض منهن يتسولن وأخريات يبعن الماء والمناديل واكسسوارات الجوالات والسيارات والبعض يبعن السواك والخضروات، في حين أن أخريات يقمن بمسح زجاجات السيارات في الشوارع.
وبحسب تقارير مسحية فإن العديد من النساء تحملن هم عبء إضافي، وأدواراً جديدة ومسؤوليات، بسبب إصابة أو غياب الرجال، الذين دفعتهم الميليشيا إلى الموت والقتال من أجل أجندتها الطائفية، وقتلها للمدنيين الأبرياء.
وفي ظل حكم الميليشيا الحوثية، سجل اليمن أعلى معدلات وفيات الأمهات في المنطقة العربية، وفقاً لصندوق الأمم المتحدة للسكان، كما أن نقص الغذاء وسوء التغذية وتآكل الرعاية الصحية، التي تتفاقم بسبب الأوبئة مثل الكوليرا، قد يؤدي إلى زيادة في الأطفال الخدج أو ذوي الوزن المنخفض عند الولادة.