بمحاذاة إحدى الطرق في حيس، كان أربعة فتية يسيرون بحذر خوفا من مصادفة لغم أرضي في الطريق المهجور، غير أن الحذر من أجسام مزرعة تحت الأرض لا يقيك مخاطرها البتة، وقد ينتهي بك الحال إلى حتفك وأنت تحاول تجنب متربصات الكهنوت التي تنصب فخاخاً لمهمة القتل.
 
من بين الأربعة الذين وقعوا في الفخ كان الفتى عبدالغفار، انفجر لغم حوثي به وزملائه، قتل أحدهم وفقأ عيني آخر، والثالث أصيب بجروح متوسطة في ساعده، أما عبدالغفار فكادت قدمه أن تفصل عن ساقه، إلا أنه نجا بأعجوبة من الإعاقة الأبدية في نهاية المطاف.
 
أيام خلت منذ وقوع الجريمة تلك، حتى لحق والد عبدالغفار بنجله في جريمة مماثلة اختلفت فيها أداة الجريمة، حيث اخترقت رصاصة حوثية خاصرة الأب الفلاح عندما كان يعمل في مزرعته لجمع الأعلاف للماشية.
 
يقول الأب في حديثه لفريق " 2 ديسمبر" الذي زار حيس، إن الرصاصة أطلقت من موقع للحوثيين حتى كادت ترديه قتيلا لولا أنه أسعف في التوقيت الحرج على أيدي الفرق الطبية للقوات المشتركة قبل أن ينقل إلى عدن ليتماثل للشفاء تدريجيا.
 
تتعدد الجرائم الحوثية في مدينة حيس، وتتسع رقعتها مع الأيام لتطول أناسا تلو آخرين، لكن أمام هذه الجماعة الدموية يبدو الموقف الدولي في حالة صمت مطبق، وتبدو حيس جرحا يزداد نزيفه يوما وراء آخر بفعل الجرائم الحوثية، ويتبدى اتفاق ستوكهولم، يوما بعد يوم، حبل نجاة لمليشيا تخترقه باستمرار، منذ ساعات إبرامه الأولى، لكنه بالنسبة لسكان الساحل الغربي نافذة الموت اليومية التي تلاحقهم في طرقاتهم ومزارعهم بل وفي منازلهم.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية