ندوة حقوقية بجنيف: المجتمع الدولي جزّأ الملف اليمني وشجع الحوثيين على المزيد من القمع والقتل
انتقدت ندوتان حقوقيتان لتحالف مدني يمني ينشط في أوروبا، مساهمة المجتمع الدولي في إطالة الحرب باليمن من خلال تشجيع، منظمات أممية، بصورة ضمنية، مليشيا الحوثي في الاستمرار بزراعة الألغام واستمرار أساليب قمعها المشابهة لأساليب السلطات الإيرانية، من الناحية الأمنية والعسكرية، وتجزئة الملف اليمني من الناحية السياسية، غير تناول الندوتين لانتهاكات إنسانية انعكست سلبا في مزيد من تدهور الأوضاع في اليمن على مستويات عدة.
نظم الندوتين التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان "تحالف رصد" اليوم الخميس، وأمس، إحداهما بعنوان " الانتهاكات الحوثية واقع مستمر-التعليم نموذجا"، والأخرى عن الوضع الإنساني اليمني وأسباب التدهور.
وتناولت ندوة اليوم التي رأسها البروفيسور ألكساندر لامبرت، مدير برنامج الصحة والتنمية العالمي بجامعة جنيف أبرز الانتهاكات التي طالت قطاع التعليم والطفولة في اليمن.
وفقا لما نشره "رصد" على موقعه، تطرق خالد عبدالكريم عضو المنظمات الأوروبية المتحالفة من أجل السلام في اليمن رئيس المركز الدولي للإعلام والتنمية إلى انتهاكات الطفولة (تجنيد الأطفال نموذجا)، مبينا إن المليشيا الحوثية، الموالية لإيران، تستغل الظروف الاقتصادية القاسية، التي صنعتها، في استقطاب الأطفال للقتال في صفوفها، خصوصا أولئك الذين تعاني أسرهم من ضعف في مستوى الدخل، والبطالة لدى أبنائها.
وأورد عبدالكريم أرقاما مؤكدة، سجلها تحالف رصد بهذا الشأن، حيث وثق خلال العام 2019 تجنيد مليشيا الحوثي لـ (346) طفلاً في 14 محافظة يمنية.
وبحسب الباحث، فإن المعلومات التي جمعها فريق الرصد الميداني للتحالف المدني توضح أن من بين العدد الإجمالي المرصود في العام 2019 قُتل (89) طفلاً مجنداً في المعارك، و(113) طفلاً لا يزالون يقاتلون في المعارك، فيما (136) طفلاً لا يعرف مصيرهم، و(8) أطفال عادوا إلى ذويهم.
وتناول خالد العفيف عضو المنظمات الأوروبية المتحالفة من أجل السلام في اليمن، رئيس المنتدى اليمني الألماني لحقوق الإنسان الانتهاكات التي طالت المحافظات وتناول (تعز نموذجا).
وقال إن المحافظة تشهد حصارا حوثيا خانقا على السكان المدنيين، بالأخص في عاصمتها، مدينة تعز، منذ سنوات.
وأوضح أن 20 مستشفى تقريبا توقفت عن العمل إما جراء القصف أو بسبب عدم توفر الإمكانيات نتيجة الحصار الحوثي.
وطرح العفيف نماذج لحوادث حكتها منظمة أطباء بلا حدود مثل قصف مستشفيات تعز من قبل الحوثيين وقنص المدنيين بينهم أطفال.
وأشار إلى بعض الإحصائيات لتلك الانتهاكات التي مورست ضد المدنيين في تعز، منها 3 آلاف حالة قتل خلال الفترة 2015 حتى 2018 منها 680 طفلا و371 امرأة.
فيما تحدثت الباحثة والأكاديمية اليمنية، المقيمة بألمانيا أروى الخطابي عن تضرر الحياة المجتمعية من انقلاب الحوثي جراء محاولة المليشيا تغيير البنية المجتمعية من خلال تمكين ونشر الفكر الطائفي "وهذا ما تسبب بحدوث حرب بين المكونات المجتمعية". كما تحدثت عن التعليم وكيف أن الحوثي يقوم بغسل أدمغة الأطفال وأدلجتهم باستغلال المجال التعليمي لتغيير البنية الفكرية للأطفال.
وعرّجت على سرقة الحوثيين المساعدات وإعاقة وصولها للسكان واستغلالها لدعم العمليات الحربية. كذلك أشارت إلى ممارسات الحوثيين المتعلقة بانتهاكات الحريات الشخصية والعامة وتضييق الحريات على النساء وممارسة العديد من الانتهاكات ضدهن.
وفي ندوة سابقة، أمس الأربعاء، تطرقت الخطابي إلى طبيعة الموقف الدولي تجاه جريمة زرع الألغام التي يقوم بها الحوثيون في أكثر من ١٨ محافظة يمنية وبلغ عددها أكثر من مليون ونصف سواء كانت الفردية أو الخاصة بالمركبات.
واستعرضت في ورقة قدمتها للندوة موقف أهم مؤسسة دولية وهي الأمم المتحدة وأيضا منظمة الصحة العالمية والتي بدلا من أن تتبنى مشاريع ضغط على الحوثي لإجباره على التوقف عن زرع الألغام باعتبارها جريمة، تقوم بتزويده ومنظماته بالوسائل المادية والمالية التي تساعده على مزيد من استعمال الألغام.
الباحث الاقتصادي منصور الشدادي رئيس البيت اليمني الفرنسي تحدث عن معاناة ما يقارب 80% من الشعب اليمني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم تشكلت منذ بدء الأحداث الحربية التي شنتها المليشيا الحوثية ضد الدولة اليمنية منذ العام 2012 وما سبقه من أحداث خلال تمرداتها الستة.
ونوه إلى إحصاءات صدرت عن منظمات دولية تؤكد بأن 8.4 مليون يعانون من انعدام الأمن الغذائي وحوالي 1.8 من الأطفال وعشرات آلاف النساء الحوامل ممن يعانون من سوء التغذية الحاد.
وفي ورقته تحدث رئيس مؤسسة تمكين مراد الغاراتي عضو تحالف رصد عن السياسات الحوثية الممنهجة ضد اليمنيين، المستندة للعنف وقوة السلاح والقبضة الأمنية المشابهة للأسلوب الإيراني.
وقال إن من أهم أسباب استمرار الأزمة اليمنية، التفاوض مع الحوثيين دون الاستناد لمرجعيات سابقة للحل، بالإضافة إلى صمت المجتمع الدولي إزاء الانتهاكات، وتجزئة الملف اليمني، في إشارة، على ما يظهر، إلى اتفاق ستوكهولم الجزئي الذي اقتصر على وقف إطلاق النار في الحديدة الساحلية، وملف الأسرى، وحصار تعز.
وأورد الغاراتي جملة من الأرقام عن الانتهاكات الحوثية خلال الخمس السنوات الماضية، والتي وثقتها منظمات المجتمع المدني وعلى رأسها تحالف رصد حيث وصل عدد الضحايا القتلى الموثق ما يقارب ١٥ ألف مدني والمصابين ما يقارب ٢٤ ألف مدني و212 حالة ماتوا جراء التعذيب.
نُظمت الندوتان في جامعة جنيف بالتعاون مع المنظمات الأوروبية المتحالفة لأجل السلام في اليمن وذلك على هامش الدورة 43 لجلسات مجلس حقوق الإنسان بالمدينة السويسرية جنيف.