تُنتهك حقوق المواطن بلا رحمة في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي، فالكل يُعاني من بطش هذه الميليشيا وإن كان معها، فالكثير من الموظفين ما يزالون يعملون في العديد من مؤسسات الدولة التي تنتهكها الميليشيا وتخضعها لسيطرتها وتسخرها لخدمة أهدافها، إلا أن هؤلاء الموظفين لم يشفع لهم البقاء تحت سطوة الميليشيا، حيث يعملون بدون راتب شهري، وعندما أعلنت الميليشيا عن صرف نصف راتب قبيل عيد الفطر تفاجأ كثير من الموظفين بإيقاف نصف الراتب الذي ينتظرونه مرتين في السنة.

 

 

نصف الراتب الذي تراه الميليشيا بأنه صدقة منها للموظف

أحد موظفي القطاع العام يقول لـ "وكالة 2 ديسمبر": "الراتب أقل حق من حقوقنا، إلا أن ميليشيا الحوثي تستعبدنا لنعمل بدون راتب، وعندما تصرف نصف راتب كل 6 أشهر تتعامل وكأنه فصل منها وصدقة تسديها إلينا".

 

هذا الموظف الذي فضل عدم ذكر اسمه يعاني كغيره من موظفي الدولة من سرقة رواتبهم الشهرية، حيث تفاجأ بإسقاط نصف راتبه الذي كان يعول عليه لتوفير ولو شيء بسيط من ملابس العيد لأطفاله ليرى الابتسامة تزين شفاههم.

 

طوابير طويلة يسكنها أمل الحصول على نصف الراتب

يصطف المئات من الموظفين الحكوميين في طوابير طويلة أمام مكاتب البريد وفروع كاك بنك لاستلام نصف راتب، ويقف العديد لساعات طويلة وعندما يصل دوره يفاجأ بعدم نزول نصف الراتب.

 

موظفون يبكون لإسقاط أسمائهم

محمد عبد الله أحد الموظفين الذي ظل واقفاً لمدة ثماني ساعات أمام أحد مكاتب البريد بصنعاء هو الآخر تفاجأ بأن نصف راتبه موقف بدون أن يعرف الأسباب، كانت الصدمة كبيرة بقدر الأحلام التي تسكن قلوب أطفاله الذين ينتظرون عودة والدهم وبيده النقود التي ستجلب لهم فرحة العيد وسط أوجاع وأحزان خلفتها الميليشيا في اليمن.

 

لم يستطع محمد عبد الله تمالك نفسه لينفجر بالبكاء، يقول لـ "الوكالة": "قتلونا.. قاتلهم الله"، ويشير إلى ميليشيا الحوثي التي صادرت كافة حقوق المواطن والوطن.

 

الميليشيا تلتهم حقوق الموظف لصالح عناصرها

وعلمت الوكالة من مصادرها أن ميليشيا الحوثي تحرص على انتقاء الموظفين والمؤسسات التي تخدمها وتحتاج إليها في الوقت الراهن لتقوم بمنحها نصف راتب، فضلاً عن صرف الملايين من الريالات لمن تسميها باللجان الشعبية، في حين تستثني الكثير من الموظفين وبنظرة عنصرية وطائفية.

 

موظفون في معتقلات الميليشيا

من جانبٍ آخر يقول أحد موظفي القطاع العام لـ"وكالة 2 ديسمبر" إن ميليشيا الحوثي ألقت القبض على خمسة من زملائه وأصدقائه الذين كانوا في طريقهم إلى عدن، وفي إحدى النقاط الحوثية تم استفسارهم عن سبب رغبتهم في السفر إلى عدن، أجاب الشباب بكل صراحة أنهم يرغبون بالنزول من أجل تسوية أوضاعهم واستلام رواتبهم بدلاً عن الموت جوعاً في صنعاء، الأمر الذي دفع عناصر الميليشيا إلى القبض عليهم وإيداعهم أحد معتقلاتها، ويشير إلى أنه لم يتم الإفراج عنهم منذ منتصف شهر رمضان الحالي.

 

الميليشيا خياران كلاهما مُر

واقع مرير يحيط بالمواطن بشكل عام والموظف بشكل خاص، ولا يملك الموظف أية وسائل لتدفع عنه شبح الموت جوعاً، كما أنه يجد نفسه مجبراً للحضور يومياً إلى مقر عمله ويتحمل كافة تكاليف التنقل والمواصلات خاصة أن الميليشيا تهدد الموظفين بشطب أسمائهم نهائياً ومصادرة درجاتهم الوظيفية، والخيار الآخر أمام موظفي الدولة المغادرة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الشرعية وتحمل تبعات ذلك إما أن تقبض عليهم الميليشيا أو البقاء تحت ظلمها الجائر.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية