في كل قرية وبلدة بالساحل الغربي قصدها فريق "2ديسمبر" كانت بصمة الكهنوت الحوثي حاضرة بجرائم وحشية طالت آلاف البشر في تهامة، ثمة من استشهدوا ظلما وعدوانا، وآخرون أصيبوا أو أعيقوا، والبعض اعتقلوا وغيبوا في غياهب السجون، ناهيك عن آلاف مؤلفة من الناس الذين شُردوا من بيوتهم على أيدي مليشيا إيران.
 
في قرية البقعة بالتحيتا، كانت لفريقنا وقفة دعي إليها من الناس للإطلاع على حال أسرة عبدالله مسبح، الفتى الذي لم تغض المليشيا طرف جريمتها عنه، بل كشفت عن وجهها القبيح في التعامل معه حينما تربصت به في الطريق لتقتله غدرًا دونما ذنب.
 
في الطريق الواصل بين التحيتا والخوخة كُتبت اللحظات الأخيرة لحياة عبدالله مسبح، وهو يغادر قريته نحو مدينة الخوخة لجلب احتياجات أسرته التي اعتادت على إرساله لمهماتها وتعودت على عودته باكرا إلى المنزل.
 
تلك العادة التي دأبت عليها أسرة مسبح اختلت يوم أن غادر الخوخة، طال غيابه حتى بدأ القلق يعتري قلب أمه وأبيه، وظلت الساعات تمر دون أن تفضي إلى أمل يطل فيه وجه عبدالله، حتى جاء اليقين يُعلم الأسرة أن ابنها قتل بعبوة ناسفة لمليشيا الحوثي ترصدته بها لاختطاف براءته ونزع روحه عن جسده.
 
 حالة نفسية أصابت الأم التي صدمت بالفاجعة، ودون إدراك يحكم تصرفاتها ظلت تنثر التراب على رأسها وهي غارقة بالبكاء، حتى أُخذت إلى المستشفى لإلقاء نظرة الوداع على جسد ابنها المقطع الأشلاء من جراء انفجار العبوة التي حطمت حتى دراجته النارية التي كان يستقلها في الخط المقابل للغويرق.
 
مضاعفات صحية تعرضت لها الأم التي كانت حاملا في شهرها الثامن حتى أجهضت؛ لقد كان عبدالله عمود الأسرة ومنقذها في كل عثرة تقع فيها كما تقول الأم متحدثة لفريق "2ديسمبر". وتضيف " ما عد لحياتي طعم من يوم الحوثة قتلوا ابني، الله يقتلهم ويصيبهم".
 
يفتقد والد عبدالله ابنَه بحسرة بدت على ملامح وجهه المغشي بالعذاب، يتذكر أياما كان يرافقه فيها على المراكب خلال الإبحار للبحث عن طيبات البحر، وتعود إلى صفاء ذهنه تلك اللحظات التي كان عبدالله يأخذ عن كاهل أبيه كل المتاعب والأثقال.
 
يقول الأب لـ "2 ديسمبر" ندعي الله ينتقم منهم، قتلوا ابني اللي ماله ذنب ولا شيء، كان ماشي في طريقه لا يأذي أحد ولا يضايق أحد ولا يحارب ولا شيء، قتلوه بريء الله يرينا فيهم عجائب قدرته".
 
لقد كتب الحوثيون في كل طريق مروا منه تخليدا يذكر الناس بهم، لم يكن مكتوبا يطمئن أو يبشر بل دما بريئا أريق في كل الأمكنة ليشهد حاضرا ومستقبلا ولأجيال ستأتي عن فعائل أقبح عصابة عرفها اليمن تنتهج القتل والدمار وصناعة الخراب وطعن الأبرياء من خواصرهم، إنها "مليشيا الحوثي".

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية