لم يعد يُخفى على أحد ذاك الواقع الباعث للألم، الذي تعيشه المرأة اليمنية اليوم بإيعاز المليشيا الكهنوتية التي قضت على المكانة المُحصنة للمرأة في مناطق سيطرتها، وألغت كل القيم والأعراف التي كانت في امتياز المرأة، طمعًا في توظيف النسوة في اليمن لمهمات قذرة تخدم أجندة العصابة الحوثية.

 

منذ أعوام خلت عكف الحوثيون على توظيف كل شيء يطالونه في صالح مشروعهم الإيراني المستورد، والمرأة كذلك لم تشفع لها العادات الاجتماعية ومكانتها في العرف اليمني امام جماعة متشبعة بالسوء لا يهمها أحد ما لم يكن من سلالتها؛ فكانت -أي المرأة- أبرز ضحايا الانتهاكات الحوثية المقيتة-.

 

لقد سعى الحوثيون جاهدين لاستخدام المرأة على الصعيدين الأمني والعسكري، وارتكبوا جرائم أخلاقية بحق مئات النساء، إضافة إلى أخريات رُمين في الزنازين وأقبية السجون بشكلٍ مروعٍ لم يعهده اليمنيون من قبل.

 

ولعل ما كشفه تقرير الخبراء الاممين المستقلين في لجنة العقوبات بمجلس الأمن الدولي، عن تجنيد شبكات نسوية في مهمات استخباراتية، دليل إضافي يؤكد تقارير حقوقية نشرت باستمرار تبرز الفظاعات الحوثية التي تُمارس ضد النساء اليمنيات.

 

يؤكد تقرير الخبراء الدوليين أن "تشكيل الزينبيات، اللائي يتم اختيار معظمهن من أسر هاشمية، جهازاً استخباراتياً موجها نحو النساء". ويجري استخدم "الزينبيات" في عمليات المداهمة للمنازل والتفتيش وقمع الاحتجاجات النسوية ومراقبة سجون نسوية لحبس النساء.

 

تقرير الخبراء وثق انتهاكات تنوعت بين التعذيب وتيسير الاغتصاب والاعتداء الجنسي، والاعتقال والضرب، ولفت إلى أن ذلك كله يحدث في مراكز الاعتقال السرية للحوثيين التي استحدثت بعضها في منازل خاصة.

 

وغالبا ما شاهد الجميع صورا للزينبيات الحوثيات وهن ينفذن عروضا عسكرية في صنعاء، ويستقلين عربات عسكرية حاملات أسلحة رشاشة وبنادق كلاشنكوف، وقواذف فارغة، وهي مشاهد تثير حفيظة اليمني المحافظ الذي اعتاد على إبعاد المرأة عن كل ما يدل على العنف أو ما يسبب لها الأذى والخطر.

 

تشكيل الزينبيات، أي الذراع النسوي لمليشيا الحوثي يتهم من قبل الخبراء الاممين، في عمليات تسهيل الاغتصاب لنساء اتهمن ظلما بالدعارة، ومولاة التحالف العربي لتبرير الاعتداءات بحق النساء المحتجزات.

 

يشهد التقرير المستقل للخبراء الاممين عن وضع المرأة المحصن الذي منحت إياه في الستبق، وذلك بإشارته الى أنه "كانت النساء محصنات إلى حد كبير من التفتيش والاعتقال والاحتجاز". مشيرا إلى الدور المدافع عن حقوق الإنسان الذي لعبته المرأة اليمنية، ودورهن في الاحتجاجات التي تثير قلق الكهنوت.

 

وبث ناشطون وناشطات باستمرار مقاطع مصورة لحالات الاعتداء بحق النساء، إذ لم تنسَ تلك الصور التي أظهرت الوجه القبيح لزينبيات الحوثي خلال التظاهرات النسوية بعد استشهاد الزعيم علي عبدالله صالح، حيث قمعت النساء واعتدي عليهن من قبل "الزينبيات" بالبنادق والهروات والاعتقال القسري.

 

وكان تقرير حقوقي لمنظمة "سام" كشف في وقت سابق عن أدوار إضافية توكل الى الزينبيات كالتجسس، وملاحقة النساء في العمل والجلسات، وتتبع الآراء المعارضة والإيقاع بالخصوم، إضافة إلى النشاط الفكري والطائفي. لافتا وجود نحو 4 آلاف مجندة في كتائب الزينبيات، بعضهن دربن في لبنان وإيران على أيدي خبراء الحرس الثوري الإيراني وحزب الله.

 

ويقسم الحوثيون المدعومون من إيران تشكيل الزينبيات الى فرق متعددة، وكل فريق ينضوي تحت اسم معين مثل "كتائب الزهراء" و "الهيئة النسائية"، لكن مع تعدد الأسماء تبقى المهمة واحدة التي يمارسها هذا التشكيل الموالي للحوثيين وهي "المهمة قذرة".

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية