فقدان الاتصال بأهالي الجوف نتيجة قطع الحوثيين لشبكات الاتصال
ما تزال شبكات الاتصال مقطوعة عن محافظة الجوف منذ بدء التصعيد الأخير لمليشيا الحوثي في المحافظة، والذي ترافق مع قطع المليشيا لشبكات الاتصال الخلوي بشكلٍ كلي لمحاولة عزل المحافظة عن العالم وتسهيل فرص السيطرة عليها من قبل مسلحي الكهنوت الذين فشلوا في مخططهم ذاك.
ومن ذلك الحين يرفض الحوثيون الذين يسيطرون على قطاع الاتصالات ومراكزه بصنعاء إعادة تشغيل شبكات الاتصال في المحافظة، الأمر الذي تسبب بفقدان الاتصال بعشرات العوائل التي تقطن الجوف خاصة مديرية الحزم مركز المحافظة.
وقال سكان في محافظات تعز واب إنهم لم يتمكنوا من التواصل مع عائلاتٍ لهم تسكن في الجوف منذ الخامس والعشرين من يناير المنصرم ولا يعلمون شيئًا عن حالهم. مؤكدين أنهم حاولوا الاتصال مع أصدقاء ومعروفين للإطمئنان على أقاربهم إلا أن الهواتف جميعها خارج نطاق التغطية.
ويعتبر مراقبون هذه التصرفات التعسفية للحوثيين التي يوظفونها في خدمة اجندتهم أساليب لا أخلاقية تطال مؤسسات يفترض ألا يتم اقحامها في الصراع. وهي تصرفات تسببت في هذه العزلة التي تثير القلق لدى كثيرين عن مصير العوائل التي فقد الاتصال بها في المحافظة الواقعة شمال شرقي البلاد.
ويعزو كثيرون هذا الإجراء الحوثي إلى سياسة العقاب الجماعي التي تمارسها المليشيا بحق اليمنيين، ولا يختلف عن حالة الحصار المفروضة مثلا على سكان تعز والحديدة، أو قطع الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء. إذ تعد مثل هذه الانتهاكات تجاوزًا فاضحًا يظهر الوجه القبيح لمليشيا الكهنوت التي دأبت على معاقبة الأبرياء بفظائع غير مبررة.
ويقول إبراهيم الوافي لـ "وكالة 2 ديسمبر" إن شقيقا له مع عائلته المكونة من الزوجة وخمسة أبناء، لا يعرف عن مصيرهم شيء منذ الثلث الأخير من يناير المنصرم. مؤكدا انهم كانوا على تواصل دائم بهم وانقطع ذاك الاتصال تباعا بشكلٍ كلي بفعل قطع المليشيا للخدمة.
وتعتري هواجس القلق أسرة إبراهيم الوافي التي ظلت تتابع الأخبار المتلفزة لاستنباط الوضع في الجوف. وعلى الرغم من آمال الأسرة بأن العائلة المغيبة في الجوف لا تزال بخير، إلا أن الحاجة للتأكد من ذلك تستلزم الاتصال بالعائلة، الأمر الذي لا يزال مستحيلا حتى اليوم.
وتتحكم عصابات الكهنوت مركزياً بالاتصالات في صنعاء، وقد أحالت هذا القطاع من وسيلة خدمية يستفيد منها الملايين من الناس إلى أداة حربية دأبت على قطعها عند اللحظات الحرجة التي يعيشها مقاتلوها منهزمين في جبهات القتال.
وغالبا ما يلجأ الحوثيون المدعومون من إيران الى قطع الخدمات عن المناطق التي يهاجمونها عسكريا في مسعى لعزلها وعدم تمكين السكان من الإبلاغ عن الجرائم التي ترتكبها المليشيا في تلك المناطق؛ وعند انكسار المليشيا وفشلها في تحقيق تقدم على الارض تفرض سياسة العقاب الجماعي على الأبرياء الذين تعتقد أنهم لا يكنون لها بالولاء.
سيناريوهات توظيف قطاع الاتصالات حربيا من قبل جماعة الكهنوت الرجعية، لا يقتصر على شبكات الهاتف المحمول فقط، فالاتصالات الأرضية سبق وأن أقدم الحوثيون على قطعها في الحديدة أثناء تقدم القوات المشتركة الى المدينة، كما تم قطع شبكة الإنترنت كليا وظل الحوثيون يمارسون جرائمهم بحق السكان بعيدا عن أعين العالم.
إزاء ذلك يخشى الحوثيون عادة من مؤازرة السكان للقوات الوطنية على مواقع التواصل الاجتماعي فليجأون الى قطع الاتصالات لإثناء المواطنين عن مؤازرة قوات التحرير؛ وعدم اطلاع مقاتلي المليشيا على الهزائم التي يتكبدونها لمحاولة الحفاظ على معنوياتهم.