إيران.. مظاهرات "الطائرة المنكوبة" تتصاعد وتصل لميدان آزادي
وصلت الاحتجاجات الإيرانية لميدان آزادي وسط طهران وامتدت لعدة مدن، في تصاعد سريع للمظاهرات التي اندلعت مساء السبت، بعد إعلان الحرس الثوري مسؤوليته عن إسقاط طائرة مدنية بالخطأ.
واندلعت احتجاجات في إيران لليوم الثاني، الأحد، مما كثف الضغوط على حكومة البلاد بعدما أقر الجيش بإسقاط طائرة ركاب أوكرانية بطريق الخطأ، في وقت كان يخشى فيه وقوع ضربات أمريكية.
وأظهرت مقاطع مصورة نُشرت على تويتر عشرات المحتجين أمام عدد من جامعات طهران، وهم يهتفون: "يكذبون ويقولون إن عدونا أمريكا، عدونا هنا". وأظهرت مقاطع أيضا تجمع عشرات المتظاهرين في مدن أخرى.
ونشرت وكالة إيران إنترناشيونال فيديو لمظاهرات حاشدة وسط ميدان آزادي، ردد فيها المتظاهرين "الحرس الثوري يرتكب المجازر والمرشد يدعمه".
وتميّز ميدان آزادي كونه شهدَ العديد من المظاهرات السلميّة والعنيفة والتي أدّت في نهاية المطاف إلى قيام الثورة التي أطاحت بالشاه في 1979، بقيادة الخميني.
وشابهت التظاهرات الضخمة في آزادي تلك التي شهدتها البلاد خلال كما تجمع طلاب وطالبات جامعة "بهشتي" في طهران، مرددين عبارات منددة بإسقاط الطائرة الأوكرانية، وأطلقوا هتافات: "عدونا هنا وليس أميركا.. لا نريد متفرجين انظموا لنا"، وفقا لفيديوهات نشرتها وكالة إيران إنترناشيونال.
كما اندلعت احتجاجات في جامعة دامغان، شمالي إيران، وجامعة أصفهان، وسط البلاد، وتركزت الهتافات على المرشد الأعلى الإيراني: "الحرس الثوري يقتل، والمرشد يدعمه".
الحرس الثوري يهدد
ومن ناحيته، هدد الحرس الثوري الإيراني، على لسان ممثل المرشد الأعلى، علي شيرازي، بفض الاحتجاجات بالقوة في حال لم تتوقف، كما وصف المحتجين بالتبعية لأميركا وإسرائيل، وفقا لوسائل إعلام إيرانية.
وأفادت بعض وسائل الإعلام المرتبطة بالدولة كذلك بخروج احتجاجات السبت، بعد اعتذار الجيش الإيراني عن إسقاط الطائرة الأوكرانية عن طريق الخطأ، الأربعاء، مما أودى بحياة جميع من كانوا على متنها وعددهم 176 شخصا.
وقال سكان بطهران لرويترز إن الشرطة عززت وجودها في العاصمة الأحد، مع تصاعد الغضب بعد نفي الجيش على مدى أيام مسؤوليته عن تحطم الطائرة، حتى بعدما قالت كندا والولايات المتحدة إن صاروخا أسقطها.
وأطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع على آلاف الإيرانيين في العاصمة السبت، حيث ردد الكثيرون منهم شعار "الموت للديكتاتور" موجهين غضبهم إلى المرشد الأعلى علي خامنئي.
وانتشرت فيديوهات كثيرة لاشتباكات بين المتظاهرين ورجال الأمن، في مدن إيرانية مختلفة، منها مدينتي بابل وكرمانشاه.
وقالت صحيفة اعتماد اليومية المعتدلة في عنوان رئيسي اليوم الأحد "اعتذروا واستقيلوا"، مضيفة أن "مطلب الشعب" هو استقالة المسؤولين عن سوء إدارة أزمة الطائرة.
وتزيد الموجة الجديدة من الغضب من التحديات التي تواجه السلطات التي شنت حملة دامية في نوفمبر لإخماد الاحتجاجات. كما تبذل القيادة جهودا كبيرة لمنع انهيار الاقتصاد الذي تكبله العقوبات الأميركية الصارمة.