مشروع حوثي لتعميق الطائفية والفكر المتطرف في صنعاء والمدن اليمنية
يتابع الحوثيون المدعومون من إيران جهودهم الرامية لنشر الفكر المتطرف وتعميق الطائفية في المجتمع اليمني المتكتل، بالذات في صنعاء التي تضم يمنيين من مختلف الأطياف ومن شتى المحافظات، والتي يكرس فيها الحوثيون جهودهم لتحقيق مبتغاهم المتمثل في ضرب القيم المجتمعية وإرساء الفكر الحوثي الدخيل.
وتحت مفهوم "تأصيل الهوية الإيمانية" شرع الحوثيون ببث أفكارهم المسمومة في صنعاء، عبر برامج سبق وأن أقيمت وما تزال في محافظة الحديدة لذات الهدف، الأمر الذي يبعث الكثير من القلق إزاء مساعي المليشيات لإجبار اليمنيين على تلقي تلك الأفكار الملغومة وتعلمها.
ويقيم الحوثيون هذه الفعاليات الطائفية بشكل منظم ومنسق بهدف ترسيخ مشروعهم المستورد من طهران، لإذكاء حالة التطرف في عقول المراهقين و الأطفال والتأسيس لجيل متشبع بالطائفية تخطط المليشيا لاستخدامه في مشروعها التدميري، الخادم لأنشطة واهداف النظام الإيراني.
وبموازة فعلهم المليشياوي الشنيع، يعمد الحوثيون الى تعميم أفكارهم بمناطق سيطرتهم، لكنهم يواجهون صعوبة في تعميق هذه الأفكار نتيجة انعدام القابلية الشعبية لتلقيها، بالذات وأن اليمنيين وصلوا إلى قناعة تامة بأن المليشيا تنفذ أجندة خارجية تلبية لطموحات إيران حتى وإن كان ذلك على حساب الشعب اليمني.
وهذا المشروع المهدد لاستقرار المجتمع اليمني، كان الحوثيون قد بدأوا به في الحديدة نهاية ديسمبر المنصرم، واجبروا السكان على حضوره والتفاعل معه بالقوة بعد أن وجهوا لجانًا الى المنازل لحصر الفتية والفتيات، ومنعوا المساعدات الإنسانية الدولية عن الرافضين للحضور، الذين شطبت اسماء بعضهم من قوائم العون الدولي.
ومع انهيار قدراتهم القتالية في الجبهات، لجأ الحوثيون لاستجماع قدراتهم في المدن التي يسيطرون عليها، لكنها قدرات مختلفة يواضب الحوثيون من خلالها على توسيع نفوذهم الفكري عبر المشاريع الطائفية بعد عجزهم عن التوسع عسكريًا امام صمود القوات الوطنية في مختلف جبهات القتال.