هدية الحوثيين لليمنيين.. مليون لغم أكثرها مزروع بشكل عشوائي وبدون خرائط
قال عاملون في إزالة الألغام إن الحوثيين زرعوا نحو مليون لغم خلال السنوات الخمس الماضية، ويواصلون حالياً زراعتها في مناطق المواجهات، بشكل عشوائي، ما أودى بآلاف الأروح وأصاب آخرين بعضهم بإعاقات دائمة.
وأكدوا أن الألغام التي زرعتها ميليشيا الحوثي، تحتاج إلى عشرة أضعاف الجهود الحالية، لإزالتها، وتمويلات بمليارات الدولارات، كونها زرعت بشكل عشوائي ولا تملك الميليشيا خرائط أماكن ومسارات الألغام التي زرعتها، بحسب مصادر قالت إن ذلك اتضح من خلال عمليات التفاوض الجزئي مع الحوثيين، وتأكد بانفجار ألغام بعناصر تابعة للميليشيا عدة مرات.
وتعتبر المنظمات الدولية زراعة الألغام الأرضية جريمة حرب، وتُجمع في تقاريرها، على أن ميليشيا الحوثي زرعت الألغام بشكل عشوائي، في الأراضي الزراعية والمدن والقرى والآبار والطرق، على طول الشريط الساحلي بين محافظتي الحديدة وتعز.
وأكدت تقارير المنظمات الدولية، حصولها على أدلة تؤكد استخدام الحوثيين للألغام المضادة للأفراد، واستخدام الألغام البحرية على الرغم من المخاطر التي تتعرض لها سفن الصيد التجارية وسفن المساعدات الإنسانية.
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أعلنت في يونيو الماضي أن الألغام الأرضية في اليمن تسببت "في قتل وتشويه المدنيين، وإعاقة حياة المدنيين، وإعاقة وصول المساعدات الإنسانية، ومنع عودة المدنيين الآمنين إلى ديارهم".
وكشفت المنظمة في تقريرها الأخير 2019، عن مقتل 140 مدنياً على الأقل بينهم 19 طفلا جراء الألغام التي زرعتها ميليشيا الحوثي على طول الشريط الساحلي.
وقالت المنظمة "زرعت قوات الحوثي مرارا وتكرارا الألغام المضادة للأفراد والمركبات، والألغام المستحدثة يدويا أثناء انسحابها من مناطق عدن وتعز ومأرب، وعلى طول الساحل الغربي لليمن".
وحذرت المنظمة من أن الألغام "تشكل تهديدا للمدنيين بعد فترة طويلة من انتهاء النزاع"، مشيرةً إلى أنها وثقت سابقا استخدام الحوثيين للألغام الأرضية المضادة للأفراد والمضادة للمركبات بين 2015 و2018 في محافظات أبين وعدن ولحج ومأرب وتعز.
ومنذ انقلاب ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران على الدولة أواخر 2014، واجتياحها المدن اليمنية بقوة السلاح، استخدمت الألغام الأرضية في المحافظات التي دحرت منها ومناطق المواجهات الساخنة في تعز والضالع والحديدة وحجة وصعدة ومأرب والبيضاء والجوف.
وحمّلت منظمات حقوقية ميليشيا الحوثي المسئولية عن الإصابات بين المدنيين والأضرار المدنية المتوقعة جراء تعرضهم لانفجار الألغام الأرضية، وأكدت أن استخدام الألغام بشكل عشوائي يمثل انتهاكا لقوانين الحرب، ويشكل خطرا على المدنيين، حتى بعد توقف القتال.
كما أكد تقرير "الحملة الدولية لحظر الألغام" أنه في عام 2018 قتلت وأصابت ألغام ميليشيا الحوثي نحو 6900 شخص لقوا حتفهم أو تعرضوا لبتر أحد أعضائهم بسبب الألغام الأرضية والقنابل اليدوية والذخيرة التي لم تنفجر.
تقرير دولي آخر يرصد أثر الحرب على الأطفال في اليمن أكد أن ألغام ومتفجرات ميليشيا الحوثي، قتلت 149 طفلاً، وأصابت 579 آخرين منهم بإعاقات مزمنة، في عديد من المحافظات اليمنية تصدرتها محافظتا تعز والحديدة.
وتعمل في اليمن وحدات عسكرية مختصة بنزع الألغام تتبع المقاومة الوطنية، ومشاريع تتبع منظمات دولية، وأخرى تتبع حكومات، في اكتشاف ونزع الألغام التي زرعتها ميليشيا الحوثي في اليمن.