الحصار الاقتصادي على إيران ينبئ بانهيار كبير
وسط أزمة اقتصادية كبيرة نتيجة العقوبات الأميركية عليها، ما زالت إيران تنفق الأموال على الميليشيات الموالية لها في الشرق الأوسط وعلى قطاعها العسكري، ما ينبئ بانهيار اقتصادي كبير على غرار ما حدث للاتحاد السوفيتي.
فطهران أنفقت الكثير من مواردها النفطية على أذرعها المسلحة بالمنطقة على حساب رفاه الشعب، حسب تقرير لمجلة ناشينونال اينترست.
ونقلت المجلة عن تقرير حديث لوكالة الاستخبارات الدفاعية التابعة للبنتاغون، إن ايران، تحت وطأة العقوبات الاقتصادية، تتحول من الأسلحة غير التقليدية، إلى الأسلحة التقليدية.
وحسب التقرير، فإن هذا يعني سعي طهران لصنع المزيد من الصواريخ الباليستية لضرب خصومها، وكذلك الألغام وغيرها من الأسلحة البحرية، لإغلاق الخليج أمام ناقلات النفط.
لكن هل لإيران القدرة على ذلك؟
تتوقع الوكالة الأميركية أن تواصل إيران استخدام وسائل غير تقليدية مثل الإرهاب، أو دعم الوكلاء مثل حزب الله، لمواجهة من تعتبرهم أعداء لها مثل الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية.
وتوضح الوكالة "مع إدراك (إيران) لعجزها عن هزيمة جيش غربي متقدم، مثل الولايات المتحدة، فمن المحتمل أن تستمر طهران على المدى القريب، في التأكيد على قدراتها الأساسية الثلاثة: الصواريخ الباليستية القادرة على ضرب أهداف في جميع أنحاء المنطقة، والقوات البحرية القادرة على تهديد الملاحة في الخليج ومضيق هرمز، ودعم الشركاء والوكلاء القادرين على القيام بعمليات غير تقليدية في الخارج".
لكن إيران، مصممة أيضا على تطوير قدراتها من الأسلحة التقليدية ، حسب الوكالة، ومن المحتمل أن تستمر إيران في التركيز على التطوير الداخلي للصواريخ ذات القدرة المتزايدة والمنصات البحرية والأسلحة والدفاعات الجوية، بينما تحاول ترقية بعض قدراتها الجوية والبرية المتدهورة بشكل أساسي من خلال المشتريات الأجنبية.
ومع ذلك، تشير وكالة الاستخبارات الأميركية إلى أن تكلفة هذا البرنامج الطموح قد تكون مرتفعة بسبب الوضع الأمني المعقد في الشرق الأوسط، مع استمرار وجود القوات الأميركية في المنطقة، وقدرات اسرائيل الفائقة، فضلا عن الوسائل العسكرية المتنامية للمملكة العربية السعودية ودول الخليج، موضحة أن كل ذلك "سيزيد من تعقيد جهود إيران لبناء قوتها التقليدية".
ويأتي تقرير وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية بالتزامن مع تشديد العقوبات الأميركية على أيران، واحتجاجات شعبية عمت ارجاء واسعة من البلاد في اعقاب زيادة أسعار البنزين، ما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص، وفق منظمات حقوقية.
وتقول الوكالة إن مسألة التسلح هذه تثير ما إذا كانت إيران سوف تتحول إلى اتحاد سوفييتي آخر انهار في التسعينيات، بسبب شنه سباق تسلح باهظ الثمن مع الولايات المتحدة.
وفي سبيل ذلك، فإن إيران تشن حربا تعتبر بخسة إذا ما قورنت بالتزامات الولايات المتحدة الهائلة في العراق وأفغانستان.
ولكن الحرب الرخيصة، قد تكون أيضا مكلفة لإيران، لا سيما بعد ما كشف حزب الله، أبرز حلفاء طهران، عن خفض الدعم الإيراني المقدم له، حسب التقرير.