تتشابه قصة المساعد اول في الجيش حسان علي صالح العميسي مع مآسي منتسبي الجيش والأمن وما تعرضوا له من سياسة تطفيش وقتل وتسريح.. فلم تجد نفعا الخدمة الطويلة للمساعد حسان الذي التحق بالجيش عام 1988م وعمله في مركز العمليات والسيطرة بالقوات الجوية والدفاع الجوي والتي استمرت إلى عام 2013م، ثم في مكتب قائد القوات الجوية إلى أن قامت عصابة الحوثة عام 2015 بمنعه وزملائه من دخول مكاتبهم لممارسة أعمالهم، فعاد إلى منزله وصارت المليشيات تتحكم بكل شيء.. بيد أنه كغيره لم يفقد عمله فقط بل مرتبه أيضا.
 
يقول العميسي: لقد عانينا الأمرين في منازلنا وبعد افتتاح معسكر الشهيد الملصي، حاولت الانضمام إليه مع مجموعة كبيرة، حيث واجهتنا عراقيل كثيرة، إلى درجة أننا ذهبنا مجموعة إلى ريمة حميد وتزامن ذلك مع حضور الزعيم رحمة الله تغشاه والعميد طارق والصماد.. يومها حصلنا على توجيه بضمنا إلى معسكر الشهيد الملصي لأخذ دورات الإخفاء والتمويه.. بعدها تواصلنا مع أشخاص كانوا على تنسيق مع بعض القيادات في المعسكر.. ولكنهم كانوا يعطونا كل مرة عذراً.
 
بعد ذلك بدأت المشكلات تتفاقم بين الحوثة والمؤتمر ومجددا عدت للتواصل مع الأشخاص الذين ينسقون لنا وأبدينا لهم الاستعداد للقيام بأي مهمة لمواجهة الحوثي، وكان الرد يأتينا (الوضع تحت السيطرة).
 
وعند بدء المواجهات التي اندلعت في انتفاضة ديسمبر تواصلت مع العديد من أولئك الأشخاص بينهم أحد الضباط يحمل رتبة عقيد في ريمة حميد (الشراعي) فسألني عن عدد افراد الحرس الذين يمكن أن نقوم بنجمعهم.. فأجبت: الناس كلهم جاهزون لمواجهة الحوثة .
 
ويتابع: شخصيا جمعت 30 شخصا وأرسلت أسماءهم وأرقامهم العسكرية إلى (ص.الفائق) وجاء رده: انتظروا التسليح جاهز.. لكني وبإلحاح طالبت بضرورة التحرك لأن الإهمال كارثة، لكن بعض من بأيديهم القرار اعتبروا المواجهات (فيداً) ومكاسب شخصية.. فكانت الكارثة .
 
"كان هدفنا هو توزيع المجاميع على المربعات داخل العاصمة ومنع تحرك الحوثة، لكن للأسف تركت شوارع صنعاء مفتوحة لتحركات الحوثة فسيطروا على الوضع في العاصمة؛ لأنهم حصروا المواجهات في أماكن محددة.. علما أننا تحركنا إلى معسكر 48 وكان عددنا أكثر من 50 شخصا ووصلنا بعد وصول العميد مهدي مقولة، وكانت هناك مجاميع من خولان، ولكن لم يسمح لنا بدخول المعسكر بل هددونا بإطلاق النيران علينا إن لم نغادر بوابة المعسكر" .
 
ويضيف العميسي: بعد ظهور العميد طارق في شبوة أبلغني أحد الأصدقاء ممن له تواصل بمجموعة الاستدعاء، فتحركت يوم 15 يناير من العاصمة صنعاء إلى مديرية يريم بمحافظة إب، ثم تحركت رفقة اثنين من أولاد عمي إلى مديرية قعطبة بمحافظة الضالع.
 
" واجهتنا صعوبات في النقاط المنصوبة على طول الطريق من يريم إلى قعطبة لكنا كنا ندعي أننا نقصد حمامات دمت وسنعود، وبعد ان تجاوزنا مدينة دمت استعنا بأحد أولاد العم ممن لديهم تجارة في قعطبة، فأرسل سيارته لتقلنا بادعاء أنه مريض ونحن نقوم بزيارته وسيارته وسائقه معروفين لدى أفراد النقاط.. وعند وصولنا ومكثنا أربعة أيام حيث تواصلت مع مجموعة الاستدعاء وتم نقلنا في منتصف يناير 2018م إلى المعسكر في عدن".

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية