المليشيا الحوثية وأبناء القبائل.. تخلت عن الأسرى والجرحى وأُسر القتلى وميزت بين القبور
تخلت ميليشيا الحوثي السلالية، وكيل إيران في اليمن، عن أبناء من قتلوا من أجل مشروعها الطائفي، وتنفيذاً لأجندة طهران في اليمن والمنطقة، وتعيش أسر قتلى ميليشيا الحوثي، ظروفا معيشية واجتماعية قاسية، بعدما فقدوا من يعولهم.
يقول أحد المواطنين بمحافظة حجة لـ"وكالة 2 ديسمبر": " أعرف كثيرا من أسر قتلى الحوثيين، لا يجدون ما يأكلون، ويتسولون في الشوارع، لتوفير لقمة العيش، بعد ما قتل من يعولهم، في جبهات الحوثي دفاعاً عن مشروعهم الطائفي"، مؤكداً أن وضع هذه الأسر أصبح مأساويا.
وأضاف، أن أبناء بعض الأسر التي فقدت من يعولها في جبهات القتال، تسربوا من المدارس وتحولوا إلى باعة متجولين في الشوارع، نساء وأطفال، ونادراً ما يحصلون على سلال غذائية من المنظمات، وهذه السلال لا تكفي لمدة شهر.
وناشد أحد المواطنين في تدوينه له في "فيسبوك" وزير الصحة ووزير الإعلام في ما تسمى، حكومة الحوثي، وأمين عام المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشئون الإنسانية" النمشا" الهيئة التي انشأتها ميليشيا الحوثي لاستلام مساعدات المنظمات الأجنبية الإنسانية، بمساعدة أحد أفراد الميليشيا الذي ضحى بصحته من أجلهم.
وقال: "أحد المجاهدين، عفى عليه الزمن، وابتلاه الله بمرض في القلب، لا يمتلك في منزله من الأثاث المنزلي ما يغطي به نفسه وأولاده، كان يعمل في اللجان الشعبية بإحدى المؤسسات الإعلامية، اليوم لا يستطيع توفير قيمة الدواء لنفسه، ولا يستطيع استكمال العلاج وإجراء العملية، ولا يستطيع توفير البطانيات لتدفئة نفسه وأولاده".
ويقول مراقبون لـ " وكالة 2 ديسمبر" إن ميليشيا الحوثي جندت على مر السنوات الأربع ونصف الماضية، أبناء المواطنين البسطاء، وزجت بهم في حروب عبثية راح ضحيتها عشرات الآلاف وقوداً لحربها الطائفية والعبثة لخدمة أهداف وأجندة إيرانية، لكنها اليوم تخلت عن أسرهم وأطفالهم، وتركتهم يتحولون إلى متسولين وباعة متجولين في الشوارع.
الميليشيا العنصرية، اهتمت بالقتلى المنتمين إلى "الهاشمية" التي يزعمون أنهم من سلالتها، سواء باستخراج الجثث من المعارك أو دفنها في مقابر جميلة ومبهرجة، وتمكن أسرهم من الانتفاع بأموال الدولة، بينما تركت جثث أتباعها من أبناء القبائل الذين يطلقون عليهم زنابيل لتأكلها وتنهش فيها الكلاب والحيوانات الشاردة، وأسرهم تخلت عنهم وتركتهم للجوع والمرض.
وتكاد تنحصر إنجازات ميليشيا الحوثي، خلال السنوات الماضية في بناء المقابر، التي شهدت هي الأخرى أشكال التمييز العنصري، فقبر "السيد" له مواصفات أجمل بينما قبور قتلى القبائل، عادية.
كما تخلت ميليشيا الحوثي عن الأسرى الذين كانوا يقاتلون في صفوفها، وتركت الأمر لأهاليهم يطالبون بأبنائهم أو أقربائهم الذين أسروا بيد الجيش وقوات المقاومة ويتابعونهم ويتفاوضون مع قادة المقاومة، بشكل شخصي لتحريرهم.
وقال أحد أفراد قوات المقاومة ضد الحوثي: "عندما تطالب قيادة المقاومة بمبادلة أسرى الحوثيين بأسرى المقاومة لدى الميليشيا، ترفض ميليشيا الحوثي التعاون مع أهالي الأسرى"، مشيراً إلى أن أهالي الأسرى يقولون لهم عندما نطالب الحوثيين بمتابعة أبنائنا يردوا علينا "تصرفوا كل واحد يتابع بعد ابنه".
ولفت إلى أنه تم الإفراج عن عدد من أسرى ميليشيا الحوثي لدى المقاومة، بشكل شخصي، بعد وصول آباء وأمهات بعض الأسرى إلى مكان احتجازهم، وتم الإفراج عنهم بشكل شخصي من قبل الأهالي وقيادة المقاومة، رحمة بذويهم.
وبحسب تقارير مسحية فإن العديد من النساء تحملن هم عبء إضافي، وأدواراً جديدة ومسؤوليات، بسبب إصابة أو غياب الرجال، الذين دفعتهم ميليشيا الحوثي إلى الموت والقتال من أجل أجندتها الطائفية، وقتلها للمدنيين الأبرياء.
آلاف القصص المأساوية، يعيشها جرحى وأسر من قتلوا في صفوف الحوثيين. يعانون الجوع والمرض وسوء التغذية، ولا يستطيعون الالتحاق بالتعليم؛ بالمقابل يعيش أفراد ميليشيا الحوثي، الذين ينتمون لسلالتها، المزعومة، أوضاع الرفاه والعيش الرغيد، وتحولوا إلى أثرياء وتجار.
مكنت ميليشيا الحوثي أفرادها، الحقيقيين، اقتصادياً، ونقلتهم إلى طبقة الأثرياء من أموال الشعب، وجيرت موارد الدولة لأرصدتم الخاصة، مستغلين غياب المُساءلة والإفلات من العقاب، كما تواصل السيطرة على شركات وأموال القطاع الخاص، دون أن تذهب هذه الأموال لدفع رواتب الموظفين وتشغيل الخدمات العامة الأساسية، وإنما تذهب أدراج الميليشيا الفاسدة التي تستخدمها في بناء الفلل والعمارات وشراء العقارات.