قبل أن يُكمل الحوثيون تسوير ست مقابر استحدثوها منذ قرابة شهرٍ في صنعاء وذمار وصعدة لاستيعاب قتلاهم الذين تعج بهم مستشفيات المدن الخاضعة لسيطرة المليشيا، مع ارتفاع معدل الخسائر البشرية في صفوف الكهنوت بأكثر من محور قتالي، بدأوا دفن صرعاهم الذين لقوا حتفهم في مواجهة القوات الوطنية.
 
مصادر محلية في ذمار أكدت بدء الحوثيين تشييع جنازات قتلاهم من مستشفى ذمار العام إلى مقبرتين جديدتين تم تسويتها وحفر قبور فيها قبل أسبوعين بواسطة (البوكلينات)، مشيرة إلى أن العمل ما يزال قائما في هذه المقابر لكن المليشيا بدأت دفن جثامين قتلاها فيها بسبب تكدس الجثث في المستشفى وامتلاء ثلاجة الموتى واعتراض بعض أهالي القتلى ضد امتناع المليشيا عن دفن أبنائهم.
 
وتكبدت مليشيا الكهنوت الإرهابية خلال الفترة الأخيرة خسائر باهظة في جبهتي الحديدة والساحل الغربي خلال صد القوات المشتركة الاعتداءات الحوثية على مواقعها، عوضًا عن الخسائر التي تلقتها على أيدي القوات الحكومية في محوري الجوف وتعز، وانتكاسات متكررة في جبهة الضالع أمام المقاومة الجنوبية تسفر عن سقوط قتلى بالعشرات.
 
وتأكيدًا لهذه الخسائر، أبلغت مصادر طبية في مستشفيي الكويت والعسكري بصنعاء محرر "2 ديسمبر"، عن وصول نحو ٧٢ جثة لمقاتلي المليشيا منذ مطلع الشهر الجاري إلى المستشفى العسكري و٤٢ جثة أخرى وصلت إلى مستشفى الكويت لمقاتلين حوثيين لقوا حتفهم في الجبهات.
 
وأكد سكان يقطنون في حي الزراعة المجاور لمستشفى الكويت انبعاث روائح كريهة عفنة، رجحوا أن تكون لجثث عناصر المليشيا الذين يتم وضعهم في ثلاجات شاحنات تم وضعها خلف المستشفى للاحتفاظ بجثث المقاتلين نظرا لعدم قدرة ثلاجة الموتى بالمستشفى على استيعاب أعداد إضافية. 
 
ولم تؤكد المصادر رقمًا معينًا، عن تعداد القتلى الذين نقلتهم المليشيا إلى صعدة، إلا أنها تبين وجود عمليات شحن لجثث من عناصر المليشيا تنقل بشكل شبه يومي على متن عربات إسعاف من صنعاء نحو صعدة، يرجح أنها لقيادات حوثية تنتمي للسلالة الكهنوتية يتم دفنها في مقابر خاصة تفسيرًا لحالة العنصرية الحوثية في التعامل حتى مع قتلاها.
 
وتلتزم المليشيا، السريةَ عادةً فيما يخص الكشف عن مصير عناصرها، إذ تحاول التقليل من خسائرها البشرية للإبقاء على معنويات مقاتليها الذين توهمهم بانتصارات على الأرض، دون إطلاعهم على حجم الخسائر التي يدفعها الكهنوت من أرواح المغرر بهم.
 
وذكرت مصادرنا في صنعاء، أن عددا من أهالي القتلى طالبوا المليشيا بالتعجيل لدفن أبنائهم الذين تحتفظ المليشيا بجثث بعضهم منذ أكثر من شهر بسبب انتظارها الانتهاء من إنجاز المقابر الجديدة، وهو ما دفع الحوثيين إلى الاستجابة نظرًا لأن بعض الأهالي كانوا قد قرروا أخذ جثامين أبنائهم ودفنهم دون المراسم الطائفية التي تقيمها المليشيا في جنازات قتلاها.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية