وواشنطن تدعو إلى تشديد الضغط على طهران بعد زيادة عمليات التخصيب
دخلت أزمة الملف النووي الإيراني منعطفاً خطيراً بعدما استأنفت طهران نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم اليوم (الخميس) في منشأة «فُردو» تحت الأرض، طبقا لقرارها الذي أعلنته الثلاثاء عن خفض أكبر لالتزامها التعهدات التي قطعتها للأسرة الدولية عام 2015 بشأن برنامجها النووي.
وقد دعت واشنطن على الأثر إلى اتخاذ «خطوات مشددة» للضغط على ايران. وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بيان: «حان الوقت بالنسبة إلى كل الدول لرفض الابتزاز النووي الذي يقوم به هذا النظام واتخاذ خطوات مشددة لزيادة الضغط»، مضيفاً أن «أعضاء المجموعة الدولية القلقين من الهجمات الايرانية الاخيرة والاستفزازات يجب ان يتصوروا كيف ستتصرف ايران إذا امتلكت السلاح النووي». وأكد أن «الولايات المتحدة لن تسمح أبدا بحصول ذلك»، وفق وكالة رويترز.
يذكر أن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أعلنت في بيان أنه «في الدقائق الأولى من يوم الخميس، تم ضخ غاز (اليورانيوم في شبكات أجهزة الطرد المركزي وبدء) إنتاج وتجميع يورانيوم مخصب (...) في منشآت فردو» التي تقع على مسافة نحو 180 كلم جنوب طهران.
وأضافت المنظمة أن «كل هذه النشاطات أنجزت تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية» التابعة للأمم المتحدة والمكلفة مراقبة البرنامج النووي الإيراني، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وتفاقم التحدي الإيراني أكثر بعدما سحبت إيران اعتماد مفتشة تابعة للأمم المتحدة بعد حادثة وقعت الأسبوع الماضي خلال عملية مراقبة عند مدخل منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم.
وقالت وكالة الطاقة الذرية الإيرانية في بيان إنه خلال عملية المراقبة، تسببت هذه المفتشة في الوكالة الدولية للطاقة النووية بـ«إطلاق إنذار» ما أثار قلقا من احتمال حيازتها «مادة مشبوهة». وأضافت أن المفتشة مُنعت من دخول الموقع من غير أن يقول ما إذا عثر فعلا على مادة مشبوهة معها. وأكدت أنها أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالحادث وأنه «تم سحب اعتماد» المفتشة التي «غادرت ايران إلى فيينا» حيث مقر الوكالة دون تحديد جنسيتها أو تاريخ رحيلها.
وفيما قالت الوكالة إن «الممثل الايراني لدى الوكالة سيرفع تقريراً كاملاً في الحادث»، يجتمع الأعضاء الـ 35 في مجلس الحكام اليوم في فيينا في جلسة خاصة مخصصة لإيران.
وقالت مندوبة الولايات المتحدة في وكالة الطاقة جاكي والكوت إن احتجاز المفتشة هو «استفزاز صارخ وعلى كل أعضاء المجلس أن يوضحوا من الآن فصاعدا أن هذه الأفعال غير مقبولة إطلاقا ولن تجد تهاونا ولا بد أن تترتب عليها عواقب».
وقد عبر الاتحاد الأوروبي اليوم عن «قلق عميق» إزاء «الحادثة المتعلقة بأحد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
المصدر: الشرق الاوسط