العراقيون يرفضون الوصاية الإيرانية على بلادهم
تركز المظاهرات التي خرج فيها عشرات الآلاف في بغداد، وأضعافهم في مناطق أخرى جنوب العراق على التعبير عن سخطهم من الهيمنة الإيرانية على البلاد مطالبين بضرورة احترام سيادة دولتهم وعدم التدخل في شؤونها.
وزاد من وتيرة الغضب الشعبي من إيران ورموزها، حملة قمع عنيفة رافقت التظاهرات وأسفرت عن مقتل أكثر من 250 متظاهراً وآلاف الجرحى معظمهم سقطوا على يد مليشيات مسلحة مدعومة من إيران.
وكانت وكالة رويترز قد نشرت تقريرا يغطّي أكثر من أسبوع من الاحتجاجات يؤكّد أنّ ميليشيات مدعومة من إيران وزّعت قنّاصة على أسطح المنازل في بغداد لقتل المتظاهرين عمداً.
ولفتت مشاهد التظاهر الانتباه إلى ترديد هتافات ورفع شعارات مناهضة للسلطة القائمة ولمرجعيات دينية وسياسية مدعومة من إيران والتي يرى مراقبون أن إيران ووكلاءها يخشون تأثيرها ويعتبرونها أخطر حتى من رفع أعلام داعش لأنها تسحب البساط من الوصاية الإيرانية وأذرعها على العراق والمنطقة.
ويقول مراقبون أن ما نراه يؤكد أن الشعب العراقي لم تعد تنطلي عليه لعبة الطائفية التي تبثها إيران ولم يعد يقبل بالتحكم فيه والتآمر عليه من قبل إيران من خلال اللعب على وتر الدين.
وأضافوا انه في الوقت الذي سيّست بعض المرجعيات الدين وارتمت بحضن الغريب وكان ولاؤها لغير العراق؛ صار واضحاً انحياز زعامات دينية في العراق إلى جانب احتجاجات الشعب العراقي.
ومنها من وجه رسائل إلى المرشد الإيراني علي خامنئي حيث قالت له : "أنت تعلم كما يعلم غيرك أن العراق وشعبه أصيل عليكم وعلى غيركم، ولا تستطيعون الاستمرار بأفعالكم هذه وتصدير ثورتكم الفاشلة لشعبنا.
وتعلمون كذلك أن شعب العراق لا يحتاج إلى قيادتكم وتوجيهاتكم وثوراتكم. وإن شعبنا هو جميل وملتحم بكل أطيافه وألوانه الجميلة وهو واحد موحد بوطنيته.
ويذهب الكثير من المحللين في تعاطيهم مع تحليلات الوضع الراهن في منطقة الشرق الأوسط إلى الاعتقاد بأن الاحتجاجات التي تفجّرت في العراق وإن حملت نفسا مطلبيا اجتماعيا إلا أنها تعبّر في نهاية المطاف عن رفض شعبي لتواصل المشروع الإيراني الذي أفضى بالنهاية إلى تحقيق وضع اقتصادي مترد.
ومهما كان ما ستقود إليه الاحتجاجات، في العراق، فإنّ إيران تخشى كل الخشية من رؤية هياكل قوّتها تنهار فالاحتجاجات أظهرت أنّ قوّة إيران أكثر هشاشة ممّا يتصوَّر العالم. والأهم من ذلك، يجب أن تذكّرنا بأنّ العراق يرفض وصاية إيران ويحملها مسؤولية المآسي التي لاحقت الشعب العراقي ولازالت تلاحقه.